من هم أعمام النبي صلى الله عليه وسلم؟

الذين أدركهم الإسلام من أعمام النبي -صلى الله عليه وسلم- أربعة، أسلم اثنان وامتنع عن الإسلام اثنان، ومن لم يسلم منهم كانت أسماؤهم على اسم أصنامهم، فأبو طالب اسمه عبد مناف، وأبو لهب اسمه عبد العزى، ومن أسلم منهم حمزة والعباس.

عدد أعمام النبي صلى الله عليه وسلم

اختلفت كلمة كتاب السير في عدد أعمام النبي -صلى الله عليه وسلم- فمنهم من قال عشرة نفر، ومنهم من قال: اثنى عشر رجلا، وأمهاتهم شتى.

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: فَوَلَدَ عبدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ عشرةَ نَفَرٍ، وَسِتَّ نِسْوَةٍ.

وقال محب الدين الطبري في ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: كان ‌له ‌اثنا ‌عشر ‌عما ‌بنو ‌عبد ‌المطلب ‌أبوه صلى الله عليه وسلم ثالث عشرهم.

ومنهم من جمع بين الرأيين بأن الاختلاف بسبب أن بعضهم كان له أكثر من اسم.

أصغر أعمام النبي صلى الله عليه وسلم

كان أصغر أعمام النبي -صلى الله عليه وسلم- العباس بن عبد المطلب.

وما ورد من أن عبد الله والد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أصغر أبناء عبد المطلب فإنما كان قبل مولد حمزة والعباس،

أو انه أصغر إخوته من الأشقاء من أمه وأبيه، فأبناء عبد المطلب ليسو كلهم من أم واحدة وإنما كانت أمهاتهم شتى.

ورد في تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس:

وروى عن العباس أنه قال: أذكر مولد رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- وأنا ابن ثلاثة أعوام أو نحوها فجىء به حتى نظرت إليه، وجعل النسوة يقلن لى قبل أخاك فقبلته. فكيف يصح أن يكون عبد الله هو الأصغر.

ولكن رواه البكائى ولروايته وجه وهو أن يكون أصغر ولد أبيه حين أراد نحره ثم ولد له بعد ذلك حمزة والعباس. انتهى

الحارث بن عبد المطلب

الحارث بن عبد المطلب هو أكبر ولد عبد المطلب، وكان عبد المطلب يكنى به، حضر حفر زمزم ومات في حياة أبيه وأمه صفية.

وأولاده: أبو سفيان ونوفل، وربيعة، والمغيرة، وكلهم صحابة، وحفيده الحارث بن نوفل بن الحارث ولاه أبو بكر وعمر وعثمان مكة.

الزبير بن عبد المطلب

الزبير بن عبد المطلب ويكنى أبا الحارث، وهو أكبر من أخيه عبد الله والد النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن أبي طالب، وأمه فاطمة المخزومية.

وكان الزبير شاعرا شريفا ذا عقل من شعراء الجاهلية، وكان أحد حكام قريش، وهو الذي كان يرقص النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو صغير.

وأبناء الزبير: عبد الله، وبناته: ضباعة، وصفية، وأم الحكم، وأم الزبير ولهن صحبة. ومات الزبير بن عبد المطلب قبل البعثة النبوية.

حجل بن عبد المطلب

حجل بن عبد المطلب المسمى بالمغيرة صاحب المغانم والمكارم والحجل هو اسم للسقاء الضخم.

ضرار بن عبد المطلب

ضرار بن عبد المطلب، القائل إذا حمي الوطيس فلا فرار، كان من أكثر فتيان قريش جمالا وسخاء، مات أيام أوحي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يسلم، ولا عقب له وهو شقيق العباس وأمهما نَتْلة.

المقوم بن عبد المطلب

المقوم بن عبد المطلب فهو شقيق حمزة، وأمهما هالة بنت وهيب، ويكنى أبا بكر، ولد له وانقطع عقبه.

مصعب بن عبد المطلب

مصعب بن عبد المطلب المسمى بالغيداق، والشهير بحسن الأخلاق، لقب بذلك لجوده، وكان أكثر قريش مالا وأكثرهم طعاما.

عبد الكعبة بن عبد المطلب

عبد الكعبة بن عبد المطلب هو شقيق عبد الله والد النبي -صلى الله عليه وسلم- ، مات ولم يترك ولدا.

قثم بن عبد المطلب

قثم بن عبد المطلب وهو شقيق الحارث لأمه، مات صغيرا.

أبو لهب بن عبد المطلب

أبو لهب بن عبد المطلب، واسمه عبد العزى، وكان يكنى بأبي لهب لإشراق وجهه وجماله، وكانت حمية الجاهلية تؤذه أزا، فهو الذي ناصب النبي -صلى الله عليه وسلم- العداء وكان يسير خلفه يحرض الناس عليه ويقول لا تتبعوه فإنه كاذب.

وكانت زوجته أم جميل مثله تناصب النبي -صلى الله عليه وسلم- أشد العداء وتلقي الشوك في طريقه، خطب عتبة وعتيبة ابنا أبي لهب ابنتي النبي -صلى الله عليه وسلم- رقية وأم كلثوم،

فلما بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنبوة حرض أبو لهب أبناءه على طلاق بنات النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستجابا لأبيهما.

وقد أنزل الله في ذمه هو وزوجته سورة المسد فقال الله:

(‌تَبَّتْ ‌يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ).

أبو طالب بن عبد المطلب

أبو طالب اسمه عبد مناف معدن الجود والكرم والد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، دافع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرا، وكان يدفع عنه أذى المشركين حمية لابن أخيه.

وكانت قريش تهاب أن تتعرض للنبي -صلى الله عليه وسلم- رعاية لحق عمه أبي طالب، لكنه مات على ملة عبد المطلب ولم يسلم.

روى البخاري في صحيحه لما حضرت أبا طالب الوفاة، جاءه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوجد عنده أبا جهل بن هشام، وعبد الله بن أمية بن المغيرة.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي طالب: (يا عم، ‌قل ‌لا ‌إله ‌إلا ‌الله، كلمة أشهد لك بها عند الله).

فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة،

حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك).

فأنزل الله تعالى فيه: (‌مَا ‌كَانَ ‌لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ).

قال الصالحي في سبل الهدى والرشاد: زعم غلاة الرافضة أن أبا طالب أسلم واستدل بأخبار واهية ردها الحافظ ابن حجر في الإصابة.

تخفيف العذاب عن أبي طالب

بسبب حب أبي طالب للنبي -صلى الله عليه وسلم- ودفاعه عنه خفف الله عنه العذاب في النار فهو أقل أهل النار عذابا.

فقد روى مسلم في صحيحه، عن العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- أنه قال: يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟

قال: (نعم هو في ضحضاح من النار. ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار).

حمزة بن عبد المطلب

حمزة بن عبد المطلب أسد الله وهو سيد الشهداء، وكان أسن من النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنتين وقيل أربع سنين.

وكان من السابقين في الإسلام فقد أسلم في السنة الثانية من المبعث وقيل: في السنة السادسة قبل إسلام عمر بثلاثة أيام، وكان أعز فتى في قريش وأشد شكيمة.

روي في سبب إسلامه أن بعض نساء بني هاشم أخبرنه أن أبا جهل آذي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأحد سلاحه وتعرض له حتى هم بقتله وقال له: أتشتم ابن أخي وأنا على دينه فكان سبب إسلامه الحمية.

ولما أسلم كفت قريش بعض ما كانوا ينالون منه -عليه السلام- خوفا من حمزة وهاجر مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وشهد بدرا وقتل بأحد، ومات يوم أحد شهيدا.

ومما ورد في فضائله قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (‌سيدُ ‌الشهداءِ حمزةُ بن عبدِ المطلب، ورجلٌ قام إلى إمامٍ جائرٍ فأمَره ونهاه فقَتَلَه)[الترمذي]

العباس بن عبد المطلب

العباس بن عبد المطلب كان حسن الوجه جميلا أبيض، وكان العباس أكبر في السن من النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنتين أو ثلاث سنوات.

وكان رأسا في قريش ذا رأي جوادا مطعما، وكان إليه في الجاهلية السقاية والعمارة للمسجد الحرام، وكان مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيعة العقبة الثالثة قبل إسلامه يعقد له البيعة على الأنصار.

وقيل إن العباس أسلم قبل غزوة بدر، ولكنه كان يكتم إيمانه وخرج مع المشركين في غزوة بدر مستكرها ونهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قتله فلما أسره المسلمون فادى نفسه، ورجع إلى مكة، وقيل: أسلم يوم بدر ولقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح بالأبواء.

وكان للعباس عشرة أولاد: أكبرهم الفضل بن العباس ومنهم عبد الله بن عباس وكان قد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله فقال: (اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل). وكان الصحابة يسمونه البحر والحبر.

ومن أبناء العباس بن عبد المطلب: عبيد الله ومعبد وقثم وعبد الرحمن وكثير والحرث وعون وتمام ولهم كلهم صحبة.