السُنة النبوية

رعاية النبي لحق بناته بعد الزواج

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالرغم من كثرة مشاغله إلا أنه لم يقصر يوما في القيام بواجب الأبوة نحو بناته لا قبل الزواج ولا بعده.

النبي يختار لبناته أفضل الأزواج

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- حريصا أشد الحرص على أن يتخير لبناته أفضل الأزواج، دينا وخلقا حتى يكون الزواج لبناته معينا لهن على أمر الدنيا والآخرة.

زوج زينب بنت النبي

فأما زينب وهى كبرى بنات النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد تزوجها أبو العاص بن الربيع وكان ذلك قبل البعثة، وكان أبو العاص ابن خالة زينب، وكان من رجال قريش المعدودين قوة وشجاعة ومالا، تأخر إسلامه لكنه أسلم قبيل فتح مكة.

زوج رقية وأم كلثوم

وأما رقية فقد زوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- لعثمان بن عفان، ولما ماتت رقية زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عثمان أختها أم كلثوم من أجل ذلك كان يلقب عثمان بذي النورين؛ لأنه تزوج ابنتين من بنات النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وعثمان بن عفان -رضي الله عنه- كان خير أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وخير الأزواج، ففضائله عديدة، ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- منها أنه كان يتميز بالحياء وأن الملائكة كانت تستحيي منه.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يصف عثمان: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة)[مسلم]

وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكانة عثمان حينما قال: (من يحفر بئر رومة فله الجنة). فحفرها عثمان، وقال: (من جهز جيش العسرة فله الجنة). فجهزه عثمان.[البخاري]

زوج فاطمة بنت النبي

وأما فاطمة وهي الصغرى من بناته -صلى الله عليه وسلم- فقد زوجها رسول الله لعلي بن أبي طالب ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أول من آمن به من الصبيان.

وأخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن منزلة علي بالنسبة له فقال لعلي: (أنت مني وأنا منك)، وقال عمر: توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنه راض.[البخاري]

وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- مكانة علي بن أبي طالب منه فقال له: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)[البخاري]

تألم النبي لحال ابنته زينب

تزوجت زينب ابنة النبي -صلى الله عليه سلم- أبا العاص بن الربيع ابن خالتها، فلما بعث الله نبيه بالرسالة آمنت خديجة وجميع بناتها، لكن أبا العاص ظل على كفره.

وكان أبو العاص يحب زينب ويكرمها ويحسن عشرتها، فلما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة بقيت زينب عند أبي العاص بمكة ولم تتمكن من الخروج إلى المدينة.

فلما كانت غزوة بدر خرج أبو العاص مع المشركين لقتال النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما انتصر المسلمون في المعركة ووقع أبو العاص أسيرا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- أرسل أهل مكة أموالا يفدون بها أسراهم.

وأرسلت زينب ابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرطها الذي أهدته لها أمها خديجة -رضي الله عنها- عند زواجها؛ لتفتدي به زوجها أبا العاص.

فرق قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- لابنته فطلب من أصحابه أن يردوا على ابنته مالها وأسيرها واشترط على أبي العاص أن يرد عليه ابنته حتى تأتيه المدينة.

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب في فداء أبي العاص بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت عند خديجة أدخلتها بها على أبي العاص.

قالت: فلما رآها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رق لها رقة شديدة، وقال: (إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها)

فقالوا: نعم، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ عليه، أو وعده، أن يخلي سبيل زينب إليه، وبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار، فقال: (كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب فتصحباها حتى تأتيا بها)[أبو داود]

من أجل ذلك أثنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أبي العاص فقال: (أنكحت أبا العاص بن الربيع، فحدثني وصدقني…)[البخاري]

حل النبي للمشاكل الزوجية لبناته

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا نشب خلاف بين ابنته وزوجها يسعى في حل الخلاف الذي بينهما، ويؤلف بين قلوبهما.

عن سهل بن سعد قال: جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيت فاطمة، فلم يجد عليا في البيت، فقال: (أين ابن عمك).

قالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني فخرج، فلم يقل عندي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لإنسان: (انظر أين هو).

فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقه، وأصابه تراب، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسحه عنه ويقول: (‌قم ‌أبا ‌تراب، ‌قم ‌أبا ‌تراب)[البخاري]

النبي يوصي عثمان بالبقاء مع رقية

منع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان من الخروج معه لغزوة بدر من أجل أن يبقى مع ابنته رقية لأنها كانت مريضة ليقوم على رعايتها.

لكنها -رضي الله عنها- ماتت في مرضها هذا، فرجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بدر فلقي عثمان راجعا من دفنها.

عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: إنما تغيب عثمان عن بدر، فإنه كانت تحته بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت مريضة، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (‌إن ‌لك ‌أجر ‌رجل ‌ممن شهد بدرا وسهمه)[البخاري]

وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام -يعني يوم بدر- فقال: (إن ‌عثمان ‌انطلق ‌في ‌حاجة الله وحاجة رسول الله، وإني أبايع له)[أبو داود]

للاطلاع على المزيد:

مواضيع ذات صلة