من هم أبناء النبي صلى الله عليه وسلم الذكور؟
كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أبناء ذكور وهم: القاسم وعبد الله وإبراهيم، وأربعة أبناء إناث وهم: زينب، ورقية وأم كلثوم وفاطمة، سنتناول في هذا المقال الحديث عن الذكور فقط.
القاسم بن النبي صلى الله عليه وسلم
القاسم هو أول مولود ولد للنبي -صلى الله عليه وسلم- من خديجة -رضي الله عنها- بمكة قبل البعثة، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكنى به فيقال له: أبو القاسم، وذلك على عادة العرب.
النهي عن الجمع بين اسم النبي وكنيته
نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الجمع بين اسمه وكنيته، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(تسموا باسمي ولا تكنوا بِكُنْيَتِي، وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي حقا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِي، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)[البخاري]
واختلف الفقهاء في حكم هذا النهي الوارد في الحديث فذهب الحنفية إلى أن هذا منسوخ، وقال المالكية: هو خاص بحياته -صلى الله عليه وسلم- وحمل البعض هذا النهي على الكراهة والبعض الآخر حمله على التحريم.
ومات القاسم بن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة قبل البعثة وهو لا يزال يحبو، فقد عاش سبعة أشهر فقط.
عبد الله بن النبي صلى الله عليه وسلم
كان عبد الله يلقب بالطيب والطاهر، وقد ولد من خديجة -رضي الله عنها- بمكة بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنبوة.
وترتيب ولادته بين أبناء النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الابن السادس، وقد مات صغيرا بمكة.
سبب نزول سورة الكوثر
قد نزلت سورة الكوثر بعد وفاته عبد الله بن النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث شمت المشركون في رسول الله وقالوا: سيكون مقطوع الأثر لأنه ليس له أبناء ذكور يحملون اسمه من بعده.
فأخبرهم الله أن أثرهم هو المقطوع وليس أثر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال الله: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).
والمعنى: إن عدوك ومبغضك يا محمد هو المقطوع الذكر والأثر أما أنت فسيبقى ذكرك في العالمين.
بقاء ذكر النبي إلى قيام الساعة
وما ذكره الله في القرآن هنا عن دوام ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- على ألسنة الجميع إلى الأبد هو ما ذكره الله في الكتب السابقة التي بشرت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث ورد في الزبور :
(إني أذكر الأجيال كلها باسمك فيثنون عليك أبد الآبدين).
فاسم النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر عند النطق بالشهادتين وهي: اشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، فلا يتم الإيمان للإنسان إلا بالنطق بها.
ويذكر اسم النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الأذان للصلاة في كل يوم خمس مرات.
ويذكر عند الإقامة للصلاة في كل يوم خمس مرات، ويذكر اسم النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل صلاة في التشهد حيث ننطق الشهادة ونصلي عليه.
إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم
ولد إبراهيم بالمدينة، وأمه مارية القبطية التي أهداها ملك مصر للنبي -صلى الله عليه وسلم- كما أهدى ملك مصر لسارة هاجر لخدمتها فأهدتها لزوجها نبي الله إبراهيم، وكانت ولادة إبراهيم ابن النبي سنة ثمان من الهجرة.
وعلى هذا فأعمام إبراهيم من العرب وأخواله من المصريين، وترتيب إبراهيم بين أبناء النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الابن السابع.
وقد فرح النبي -صلى الله عليه وسلم- بميلاد إبراهيم فرحا شديدا لذلك لما بشره أبو رافع بميلاده وهب له عبدا، ولما أرضعته أم بردة بنت المنذر فأعطاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرضا بها نخل.
وقد سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- إبراهيم على اسم أبيه نبي الله إبراهيم.
موت إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم
وتوفي إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهرا، سنة عشر من الهجرة وقد صلى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- ودفن بالبقيع.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم، ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين يقال له أبو سيف، فانطلق يأتيه، واتبعته،
فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بكيره قد امتلأ البيت دخانا، فأسرعت المشي بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا أبا سيف، أمسك! جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأمسك،
فدعا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصبي فضمه إليه وقال: ما شاء الله أن يقول، فقال أنس: لقد رأيته وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدمعت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فقال: تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون)[مسلم]
الكسوف والخسوف
وصادف موت إبراهيم كسوف الشمس وهو ذهاب ضوء الشمس وكان من الاعتقادات الفاسدة عند العرب أنهم يعتقدون أن الكسوف والخسوف يحدث بسبب موت عظيم فبدأ الناس يتحدثون بذلك ويقولون:
لقد كسفت الشمس لموت إبراهيم فصحح النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم اعتقادهم وبين أن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته.
فعن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم مات إبراهيم، فقال الناس:
كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله)[البخاري]