دعاء السفر مكتوب كامل من السنة النبوية
السفر من الأمور الشاقة التي يتعرض لها الإنسان في حياته، من أجل ذلك خفف الله الكثير من الأحكام عن المسافر.
مشقة السفر
مما يؤكد مشقة السفر قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله)[البخاري]
دعاء السفر عند ركوب الدابة
من دعاء ركوب الدابة ما ورد في القرآن في قول الله: (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الفُلْكِ وَالأنْعامِ ما تَرْكَبُونَ لِتَسْتَووا على ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذي سَخَّرَ لنا هذا وما كنا له مقرنين وَإنَّا إلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ).
دعاء السفر مكتوب من السُنة
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا، ثم قال:
(سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون)
اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل،
اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل، وإذا رجع قالهن، وزاد فيهن: آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون)[مسلم]
وعن عليِّ بن ربيعةَ قال: شهدتُ علياً -رضي الله عنه- وأُتيَ بدابّة ليركبَها، فلما وضع رجلَه في الرِّكاب، قال:
باسمِ اللهِ، فلما استوى على ظهرِها قال: الحمدُ لله ثم قال: (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ)
ثم قال: الحمدُ لله، ثلاثَ مراتٍ، ثم قال: اللهُ أكبرُ، ثلاثَ مراتٍ، ثم قال: سُبحانَك إني ظلمتُ نفسِي فاغفرْ لي، فإنه لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنت،
ثم ضحكَ، فقيل: يا أمير المؤمنين، من أيِّ شيء ضحكتَ؟ قال: رأيتُ النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلم- فعل كما فعلتُ، ثم ضحكَ، فقلت: يا رسول الله، من أي شيء ضحكتَ؟ قال: (إن ربَّك يعجَبُ من عبده إذا قال: اغفرْ لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفرُ الذنوبَ غَيرِي)[أبو داود]
توديع الأهل عند الخروج للسفر
يستحب لمن أراد الخروج للسفر أن يودع أهله وأقاربه وأصحابه وجيرانه ويطلب منهم الدعاء.
قال أبو هريرة -رضي الله عنه- لرجل: تعال أودعك كما ودعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو كما ودع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (استودعتك الله الذي لا يضيع ودائعه)[أحمد]
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ودع رجلا أخذ بيده، فلا يدعها حتى يكون الرجل هو يدع يد النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقول:
(أستودع الله دينك وأمانتك وآخر عملك)[الترمذي]
وعن عبدِ الله الخَطمِيّ قال: كان النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يستودعَ الجيشَ قال: (أستودعُ اللهَ دينكُم وأمانتكم وخَواتيمَ أعمالِكم)[أبو داود]
طلب الدعاء من أهل الصلاح
يستحب لمن أراد السفر أن يطلب الدعاء من أهل الصلاح.
عن أنس -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إني أريد سفرا فزودني. قال: (زودك الله التقوى) قال: زدني، قال: (وغفر ذنبك) قال: زدني بأبي أنت وأمي، قال: (ويسر لك الخير حيثما كنت)[الترمذي]
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلا قال: يا رسول الله، إني أريد أن أسافر فأوصني، قال: (عليك بتقوى الله، والتكبير على كل شرف) فلما أن ولى الرجل، قال: (اللهم اطو له الأرض، وهون عليه السفر)[الترمذي]
التسبيح والتكبير في السفر
يسن للمسافر وغيره إذا صعد موضعا مرتفعا من الأرض أن يكبر الله، وإذا هبط سبح الله، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: (كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا)[البخاري]
ما يقوله المسافر في السحر
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كان إذا كان في سفر وأسحر يقول: سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا وأفضل علينا عائذا بالله من النار)[مسلم]
والمعنى: أي شهد شاهد على حمدنا لله على نعمه وحسن بلائه، احفظنا يا ربنا وأفضل علينا بجزيل نعمك، واصرف عنا كل مكروه، أقول ذلك حال استجارتي بالله من النار.
الدعوات المستجابات
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم)[أبو داود]
ما يقوله المسافر إذا خاف قوما
عن أبي بردة بن عبد الله أن أباه حدثه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا خاف قوما، قال: (اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم)[أبو داود]
ما يقوله المسافر إذا أصابه كرب
يستحب للمسافر وغيره إذا أصابه كرب أن يدعو بهذا الدعاء الوارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت)[أبو داود]
ما يقال عند الرجوع من السفر
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول:
(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)[البخاري]
والمعنى: آيبون أي راجعون إلى الله أو إلى الأهل والوطن، وهزم الأحزاب أي القبائل العربية ومعهم قبائل اليهود التي اجتمعت حول المدينة يريدون القضاء على الإسلام في المدينة وذلك في غزوة الخندق،
فكان المسلمون بين عدو من خارج المدينة أمامهم وعدو من خلفهم في داخل المدينة في جنوبها.
للاطلاع على المزيد:
- سيد الاستغفار: تعرف على فضيلة الاستغفار وأوقاته
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء
- الدعاء للميت وما يقال في تعزية أهل الميت ودعاء زيارة القبور