القرآن الكريم

سورة الملك تاريخ نزولها والغرض منها وموضوعاتها

سورة الملك من السور المكية، وعدد آياتها ثلاثون آية وقد نزلت سورة الملك بعد سورة الطور، وسورة تبارك هي الأولى في الجزء التاسع والعشرون.

تاريخ نزول سورة الملك

نزلت سورة الملك بعد سورة الطور ونزلت سورة الطور بعد الإسراء وقبيل الهجرة، فيكون نزول سور الملك حول هذا الوقت.

سبب تسميتها بهذا الاسم

سميت بهذا الاسم لأنها بدأت بقول الله : (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

الغرض من سورة تبارك

الغرض من سورة الملك هو الدعوة إلى التأمل في مخلوقات الله العلوية والسفلية، حتى يقودهم هذا النظر إلى الإيمان بالله تعالى، حيث ذكرت السورة أن الملك والقوة والقدرة بيد الله وحده، وهذه الدعوة جمعت بين الدعوة بالدليل والحجة والبرهان، وبين الدعوة بالترغيب في رحمة الله والترهيب من عذابه.

صلة سورة الملك بما قبلها

ختم الله سورة التحرم بضرب المثل للكافرين بامرأة نوح وامرأة لوط، حيث لم ينفع كل واحدة منهما إيمان زوجها، فقد كانا نبيين.

وضرب المثل للمؤمنين بآسية امرأة فرعون حيث لم يضرها كفر زوجها، ومريم ابنة عمران التي لم يضرها كون أكثر قومها كفارا.

فافتتح الله سورة الملك بما يدل على أن الملك الكامل لله وحده وأن بيده تصريف كل الأمور، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

وأن الموت والحياة بيد الله وحده، للإشارة إلى أن المؤمن والكافر مردهما جميعا إلى الله فيحاسب الكافر على كفره، ويكافئ المؤمن على إيمانه.

أسماء سورة تبارك الذي بيده الملك

ورد لسورة الملك العديد من الأسماء حيث تسمى بسورة تبارك، وتسمى بسورة المانعة، وبالمنجية. ومعنى المنجية أي التي تنجي قارئها من عذاب القبر.

فضل سورة الملك

جاء في فضل سورة الملك عدد من الأحاديث منها ما هو صحيح ومنها ما هو ضعيف فمما صح في فضلها حديث في سنن الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سورة من القرآن ‌ثلاثون ‌آية، تشفع لصاحبها حتى يغفر له: تبارك الذي بيده الملك).

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه سلم-: (سُورَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هِيَ إِلَّا ثَلَاثُونَ آيَةً، ‌خَاصَمَتْ ‌عَنْ ‌صَاحِبِهَا حَتَّى أَدْخَلَتْهُ الْجَنَّةَ، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ)]رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ. مجمع الزوائد[

وعن عَمرِو بنِ مُرَّةَ، قال: كان يقالُ: إنَّ من القرآنِ سورةً ‌تُجادِلُ ‌عن ‌صاحبِها في القبرِ، تكونُ ثلاثين آيةً، فنظروا فوجَدُوها (تَبَارَكَ). وهذا مرسل ضعيف لكنه يتفق في معناه مع ما صح من الأحاديث.

موضوعات سورة الملك

تضمنت سورة الملك الحديث عن قدرة الله، وأن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فهو الخالق والمبدع لما في هذا الكون، وتحدثت عن أن من مظاهر قدرة الله أنه خلق الموت والحياة؛ ليختبر عباده ويجازيهم على أعمالهم.

وتكلمت الآيات عن مظاهر قدرة الله في خلق السماوات وما فيها من مخلوقات، واشتملت الآيات على وعيد للكفار على كفرهم بربهم، وعلى حسن خاتمة المتقين.

ثم ذكرت الآيات ما امتن الله به على عباده من تهيئة الأرض للعيش عليها، وسهولة الحركة فيها من أجل طلب الأرزاق، ثم حذر الله الكافرين من سوء العاقبة في الدنيا من خسف الأرض بهم أو إرسال الريح التي تحمل الحصباء وترميهم بها.

ثم لفت الله الأنظار إلى ما جعله الله للطير التي تطير في السماء حيث سهل لها أسباب الطيران في السماء، وأشار لمسألة الأرزاق، وأنها من الله، ولو أراد الله لأمسك الرزق فلا يستطيع أحد أن يرزقهم من دون الله.

وذكر الله مما امتن به على العباد حيث جعل لهم السمع والأبصار والأفئدة لكنهم قليلا ما يؤدون شكر هذه النعم.

وتحدثت الآيات عن موقف الكافرين من دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم للإيمان بالله، حيث سألوا عن موعد البعث، فبين الله لهم أنه لا أحد يجير هؤلاء الكفار من عذاب الله الأليم إذا نزل بهم.

وبين الله للعباد أنه لو أذهب الماء من العيون والآبار والبحار والأنهار في باطن الأرض فمن ذا الذي يأتيهم بهذا الماء بعدما اختفى في باطن الأرض.

وقفات في سورة الملك

ما معى قول الله: تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ

الكلام هنا عن النار وهو وصف لها كأنها كالمغتاظة على أهلها لشدة غليانها بهم، ومعنى تتميز أي تتقطع، وأصل كلمة الميز التمييز بين الأشياء.

يقولون: تغيظت القدر إذا اشتد غليانها، ثم صارت الصفة به مخصوصة بالإنسان الغاضب فكأن الله سبحانه وصف النار بصفة المتغيظ الغضبان الذي إذا بلغ ذلك الحد أن يبالغ في الانتقام ويتجاوز الغايات في الإيقاع والإيلام.

وجرت العادة بوصف الإنسان الذي اشتد غيظه أن يقولوا يكاد فلان يتميز غيظا أي يتقطع من شدة الغيظ، فوصف الله النار بهذه الصفة التي هي أبلغ صفات الغضب.

تقديم ذكر الموت على الحياة

لماذا قدم الله ذكر الموت على الحياة في قوله: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ)؟.

لأن الموت هو الذي خلق أولا، ولأن الموت سابق على الحياة، فقد قال الله: (وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ).

ما معنى قول الله: من تفاوت

لم قال الله: (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ) مع أن في خلق الله تفاوت واختلاف فالأشياء المتضادة كلها من خلق الله؟.

المراد بالتفاوت في الآية ليس الاختلاف وإنما المراد الخلل والعيب والنقصان، ويؤيد ذلك قول الله: (فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ) أي من شقوق وصدوع.

معنى قول الله: أأمنتم من في السماء

لم قال الله: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ) والله ليس في السماء ولا في غيرها فهو منزه عن المكان؟

المراد أأمنتم من ملكوته في السماء فهي مسكن ملائكته ومحل عرشه وكرسيه واللوح المحفوظ.

للاطلاع على المزيد:

مواضيع ذات صلة