النكاح

ما حكم جلوس المرأة مع أبناء زوجها البالغين بعد موت زوجها؟

ورد لبرنامج بريد الإسلام بإذاعة القرآن الكريم من القاهرة سؤال عن حكم جلوس المرأة مع أبناء زوجها البالغين في مسكن واحد بعد وفاة الزوج.

حكم جلوس المرأة مع أبناء زوجها البالغين

يقول مستمع لى قريبة مات زوجها وتقيم مع إبناء زوجها البالغين فقلت لها إذهبى إلى بيت مستقل بعد حصولك على الميراث فإن وجودك معهم حرام فهل نصيحتى لها مشروعة

الجواب عن حكم جلوس زوجة الأب مع أبناء زوجها البالغين

ويجيب عن هذه الرسالة الأستاذ الدكتور / محمد قاسم المنسى

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

حكم جلوس زوجة الأب مع أبناء زوجها البالغين

فإن وجود زوجة الأب في مسكن واحد مع أبناء زوجها الذي توفي، لا حرج فيه شرعا، فهي محرمة عليهم؛ لأنها زوجة أبيهم،

أنواع المحرمات من النساء

ومن المعلوم أن النساء تحرم على الرجال تحريما مؤبدا لثلاثة أمور:

الأمر الأول: التحريم بالنسب، كالبنت، والأخت، والأم.

الأمر الثاني: التحريم بالمصاهرة، كأم الزوجة، وبنتها، وزوجة الأب، وزوجة الجد.

الأمر الثالث: التحريم بالرضاع، كالأم من الرضاع، والأخت والأخت من الرضاع.

زوجة الأب من المحرمات على التأبيد

وزوجة الأب محرمة؛ لأنها تنزل منزلة الأم، لقوله تعالى: ﴿‌حُرِّمَتْ ‌عَلَيْكُمْ ‌أُمَّهَاتُكُمْ [النساء: 23]، ونظرا لأن العرب كانوا لا يحرمون زوجة الأب، نزل قوله تعالى: ﴿‌وَلَا ‌تَنْكِحُوا ‌مَا ‌نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [النساء: 22].

ومما يتفق مع الطباع السليمة، أن تكون زوجة الأب في منزلة الأم، فتصير محرمة على أبناء زوجها، فهي لهم أم، وهم لها أبناء.

حسن الصحبة والاستئذان على الأم

أما مخالطة الزوجة لأبناء زوجها في البيت الواحد الذي يقيمون فيه جميعا، فتحكمها آداب الإسلام، من حسن الصحبة، والمعاشرة، ووجوب الاستئذان عند الدخول عليها كالأم تماما؛ لقوله صلى الله عليه وسلم، للرجل الذي سأله يا رسول الله: مَنْ ‌أَحَقُّ ‌النَّاسِ ‌بِحُسْنِ ‌صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ.

ولقوله صلى الله عليه وسلم، لمن سأله هل أستأذن على أمي قال: اسْتَأْذِنْ عَلَيْهَا، أَتُحِبُّ ‌أَنْ ‌تَرَاهَا ‌عُرْيَانَةً، فذلك من البر بالأب بعد وفاته، الإحسان إلى زوجته، وحسن رعايتها، فيجب على الأبناء أن يحسنوا إلى زوجة أبيهم؛ لأنها بمنزلة أمهم.

الإحسان لأبناء الزوج

ويجب على الزوجة أن تحسن معاملة أبناء زوجها، وأن تكون بمثابة أم لهم، ترعاهم وتقوم على حوائجهم ومصالحهم، وهم بذلك سيكونون عونا لها على الحياة، وعوضا عن افتقادها للأبناء بعد وفاة زوجها.

ومن هنا، لا حرج عليها في أن تظل مع أبناء زوجها في المسكن الذي كانت تقيم به أثناء حياتها مع زوجها، ولا يجب عليها أن تذهب إلى بيت مستقل، أو إلى بيت أبيها، فلتظل في بيتها، ومع أولاد زوجها.

والله ولي التوفيق.

مواضيع ذات صلة