ورد لبرنامج بريد الإسلام بإذاعة القرآن الكريم والذي يقدمه الأستاذ / محمد عويضة سؤال يتعلق بفسخ الخطبة.
حكم فسخ الخطبة
تقدمت لفتاة ولم أكن أعلم عنها أى شيء وفوجئت أنها ضعيفة البنية فهل أكون آثما لو تركتها حيث إنها من أسرة فقيرة لا تناسب مستوى أسرتى ؟
الجواب عن حكم فسخ الخطبة
ويجيب عن هذا السؤال الأستاذ الدكتور / صبرى عبد الرؤوف
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله،
مشروعية الخطبة قبل الزواج
إن شريعة الإسلام شرعت الخطبة لكي يتروى ويتدبر كل من الخاطبين حال صاحبه، ولتكون فرصة لإعداد بيت الزوجية؛
ولهذا أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بالنظر إلى المخطوبة قبل خطبتها، قال صلى الله عليه وسلم، لمن أخبره أنه خطب فتاة أنظرت إليها؟ أجابه بقوله: لا؟ فقال له عليه الصلاة والسلام: (انْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا)
ومعنى هذا أن النظر يباح مادام بقصد الخطبة التي يعقبها الزواج.
هل نظر الخاطب للمخطوبة له حدود؟
اتفقنا أن النظر مباح، لكن هذا النظر نظر الخاطب لمخطوبته له حدود يا دكتور؟
الخاطب له أن ينظر من مخطوبته إلى الوجه والكفين فقط؛ لأن النظر إلى الوجه فيه معرفة الجمال من عدمه؛ والنظر إلى اليدين للتعرف على حال الزوجة من امتلاء الجسد أو غيره؛ ولهذا قال سيدنا جابر: (خَطَبْتُ جَارِيَةً فَكُنْتُ أَتَخَبَّأُ لَهَا حَتَّى رَأَيْتُ مِنْهَا مَا دَعَانِي إِلَى نِكَاحِهَا وَتَزَوُّجِهَا فَتَزَوَّجْتُهَا).
حكم من يريد فسخ الخطبة لضعف جسد المخطوبة وفقرها
الخاطب هنا في رسالته كما فهمنا يريد فسخ الخطبة لضعف بنية المخطوبة، وعدم يسار أسرة المخطوبة، ومع احترامهم الشديد لهذا الخاطب هل يجوز له ذلك؟
الخاطب إن ترك الخطبة لما ذكره، عليه أن لا يطالب المخطوبة بشيء من الهدايا التي قدمها إليها، تعويضا لها عما يصيبها من ضرر، فكم من مخطوبة ممتلئة الجسد لا تصلح أن تكون زوجة، وكم من مخطوبة ضعيفة البنية، جملها الخلق الحسن، وفقر الزوجة ليس عيبا، أو فقر المخطوبة ليس عيبا أيضا.
وأنت المسئول أيها الخاطب، وكان عليك أن تتحرى الدقة قبل إعلان الخطبة؛ ولهذا ننصحك أن تتمهل، وأن تنظر إلى تدين المخطوبة، فربما رأيت منها ما أعجبك، فالدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة.
وكما قيل في الحديث الشريف: (فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ).