لما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة نزل بقباء قبل أن يدخل المدينة في الثامن من ربيع الأول، فأسس بها مسجد قباء، وهو أول مسجد أسس في الإسلام.
ما هو المسجد الذي أسس على التقوى؟
قال ابن حجر في فتح الباري: اخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْم) فَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ مَسْجِدُ قُبَاءَ هَذَا وَهُوَ ظَاهِرُ الْآيَةِ ….
والحق أن كلا منهما أسس على التقوى وقوله تعالى في بقية الآية فيه رجال يحبون أن يتطهروا يؤيد كون المراد مسجد قباء.
وعند أبي داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نزلت فيه رجال يحبون أن يتطهروا في أهل قباء.
وعلى هذا فالسر في جوابه صلى الله عليه وسلم بأن المسجد الذي أسس على التقوى مسجده رفع توهم أن ذلك خاص بمسجد قباء والله أعلم.
قال الداودي وغيره ليس هذا اختلافا لأن كلا منهما أسس على التقوى وكذا قال السهيلي وزاد غيره أن قوله تعالى: (من أول يوم) يقتضي أنه مسجد قباء لأن تأسيسه كان في أول يوم حل النبي -صلى الله عليه وسلم- بدار الهجرة والله أعلم