ما هي حقوق الزوجين في الإسلام؟
ما حكم الدين فى رجل تشاجر مع زوجته وأولاده وطردهم من المنزل دون نفقة أو رعاية وما هى حقوق الزوجين فى الإسلام؟
ورد هذا السؤال لبرنامج بريد الإسلام والذي يقدمه الأستاذ / إبراهيم مجاهد.
حقوق الزوجين في الإسلام
ويجيب عن هذا السؤال الأستاذ الدكتور / أحمد يوسف سليمان
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
تشاجر الرجل مع زوجته
فإنه يحرم على الرجل أن يتشاجر مع زوجته وأولاده بلا سبب، أو لأسباب تافهة، أما عندما تكون هناك أسباب قوية تستدعي الخلاف والشقاق، فالعلاج إنما يكون بالحوار والإقناع والحكمة والموعظة الحسنة.
طرد الزوج لزوجته وأولاده
أما طرد الزوجة والأولاد من المنزل دون نفقة، أو رعاية، فذنب كبير، وإثم عظيم؛ لأن ذلك من شأنه أن يضيعهم،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ» وفي رواية: «مَنْ يَقُودُ»، فهذا تعبير يفيد أن إثم فاعل ذلك كبير جدا، وكفى به: يعني يكفيه، أن يكون ذنبا كبيرا، يدخله جهنم، والعياذ بالله.
حقوق الزوجين في الإسلام
وأما حقوق الزوجين في الإسلام فمتعددة، وبعضها حقوق مشتركة بين الزوجين، وبعضها حقوق خاصة بالزوج، وبعضها حقوق خاصة بالزوجة.
الحقوق المشتركة بين الزوجين
فالحقوق المشتركة: المعاشرة بالمعروف، والمراد: حسن العشرة، ومراعاة كل منهما لمشاعر الآخر، واستمتاع كل منهما بالآخر في حدود ما أباح الشرع،
وأن يرث كل منهما الآخر إذا مات قبله في زوجية قائمة، أو في عدة من طلاق رجعي، أو بائن، إذا قصد حرمانها من الميراث، معاملة له بنقيض قصده.
كما أن من حقوقهما معا: أن ينسبا الأولاد إليهما، والحقوق الخاصة بالزوج كالسمع له، والطاعة في غير معصية الله عز وجل، والقرار في البيت،
حيث لا تخرج منه الزوجة إلا بإذنه ما لم تكن هناك ضرورة، ومن حقه التأديب للزوجة إذا نشزت، أي تأبت، وعصت، تأديبا يليق بكرامة المسلم والمسلمة.
الحقوق الخاصة بالزوجة
وأما الحقوق الخاصة بالزوجة: فحقان ماديان، وحق معنوي، فالماديان هما: المهر، والنفقة عليها بما يشمل السكن والطعام والشراب والكسوة والعلاج،
وأما الحق المعنوي، وهو أن يعدل بالقسم بينها وبين زوجاته الأخريات إن كان متزوجا أكثر من واحدة.
فذلك ونحن نهيب لهذا الأخ الذي يسيء معاملة زوجته وأولاده، أن يتقي الله فيهم، ويتذكر قول الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6]، وأن يعلم أنه مسئول مسئولية كاملة عن ما استرعاه الله، وقد استرعاه هذه الأسرة.
هذا والله ولي التوفيق.