هل يجوز تأجيل الدخلة إلى ما بعد إتمام الدراسة؟
ورد لبرنامج بريد الإسلام والذي يقدمه الأستاذ / أحمد القاضي سؤال عن حكم تأجيل ليلة الدخلة إلى ما بعد إتمام الدراسة؟
حكم تأخيل ليلة الدخلة إلى الانتهاء من الدراسة
يقول مستمع هل يجوز تأجيل ليلة الدخلة إلى ما بعد إكمال سنوات الدراسة بسبب الخوف من حدوث حمل ؟
تأخير ليلة الدخلة لحين الانتهاء من الدراسة
ويجيب عن هذه الرسالة الأستاذ الدكتور / حسين سمرة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
الزواج إعفاف وإحصان
فإن الله تبارك وتعالى يقول: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21]،
فجعل الإسلام الزواج وسيلة إلى الاعفاف والإحصان، فلابد من المبادرة إليه، ولكن لم يأت الشرع بتأخير معين للفترة مابين العقد والجماع، وهو ما يسمى بالدخلة.
وبالتالي فالمرجع في تحديده إلى العرف، وما توافق عليه الزوجان؛ لأنه لا تقدير فيه، فوجب الرجوع فيه إلى العادات، والعادة الجارية على التأجيل إذا توافق على ذلك الزوجان، طالت المدة أو قصرت؛
لأن الجماع أو الدخلة حق مشترك لهما، فإذا توافقا على تأخيرهما إلى حين انتهاء الزوجة من الدراسة، مراعاة للحمل جاز ذلك؛ لأن المعاشرة والإنجاب حق مشترك بين الزوجين فلا يجوز تأجيله إلا بموافقتهما.
لكن لابد أن يلاحظ أن مقاصد الشرع الأصلية في النكاح من الإعفاف والنسل لا تحصل بمجرد العقد، حتى يتم الجماع والدخول.
وبالتالي إذا خشي أحد الزوجين، أو كلاهما، من الوقوع في الحرام؛ كالزنا، والاستمناء، بسبب ذلك التأجيل، وجب تعجيل الجماع، منعا من الوقوع في الحرام.
تأجيل الدخلة لما بعد الدراسة
ولذا نقول: يجوز تأخير ليلة الدخلة إلى ما بعد إكمال سنوات الدراسة؛ بسبب الخوف من حدوث الحمل؛ لأن ذلك يرجع إلى الزوجين، وما توافق عليه.
هذا والله أعلى وأعلم.
