النكاح

لو عجز الرجل عن المعاشرة هل يطلق زوجته للتتزوج غيره؟

رجل أصابه المرض ولم يعد قادرا على المعاشرة الجنسية فهل يخير زوجته بين البقاء أو الانفصال أو يطلقها ليرفع عنها الحرج؟

ورد هذا السؤال لبرنامج بريد الإسلام بإذاعة القرآن الكريم والذي يقدمه الأستاذ / إبراهيم مجاهد.

الزوج العاجز جنسيا هل يطلق زوجته

يقول مستمع إنه متزوج وله أبناء كبار إلا أنه لظروف صحية لم يعد قادراً على المعاشرة الزوجية ويخشى أن يكون ظالماً لزوجته فهل يخير زوجته في الانفصال او يطلقها ليرفع عنها الحرج في طلب الطلاق ؟

الجواب على العاجز جنسيا هل يطلق زوجته

ويجيب عن هذه الرسالة الأستاذ الدكتور /  محمد نبيل غنايم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فهذا سؤال غريب،  وطلب عجيب، فهل كل من يمرض، أو يعجز عن شيء، يطلب الانفصال، أو الطلاق، ذكرا كان أو أنثى، من قال بذلك؟ أو من أمر به؟

لقد تزوجتما، ورزقكما الله بالأبناء، وكبرتما معا، وفي حياتكما الكثير من أبواب الخير والسعادة، فهل يضيع كل ذلك بسبب ظرف خاص، قد يكون في أي أعضاء الجسم، وقد يكون أكبر وأخطر من العجز عن المعاشرة.

وهل إذا مرض الزوج، ولزم الفراش، أو مرضت الزوجة، ولازمت الفراش ينفصلان؟ أو يخير أحدهما الآخر في هذا؟

وهل بهذا العجز الصحي الخارج عن الإرادة، يكون العاجز ظالما؟ وكيف يكون ظالما وهو عاجز عن حماية نفسه، ودفع الأذى والمرض عنها؟

إن الظروف الصحية لأي من الزوجين، تجعل كل منهما بحاجة أشد إلى عون الآخر، وقربه ومساعدته، ووقوفه إلى جواره ماديا ونفسيا، فكيف ينفصلان؟ أو كيف يختار أحدهما ذلك، ويتخلى عن رفيقه؟ وأسباب سعادته، ولمن يترك الآخر، إن المعدن الأصيل، وإن أبناء الأصول وبناتهم، يمنع صاحبهم من أي تفكير في الانفصال أو طلبه، وإلا كان ذلك ندالة وأنانية.

فلا تفكر يا أخي في تخيير زوجتك في الانفصال، ولا توقعها في هذا الحرج، بل تعاملا سويا بالمحبة والمودة والسكينة، ودفء الأسرة، وبهجة الحياة، وماضيها الجميل، وحاضرها الطيب.

واستمر على ذلك ما بقيت الحياة، واعلما أن دوام الحال من المحال، قال الله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا ‌بَيْنَ ‌النَّاسِ [آل عمران: 140]، 

وقال تعالى: ﴿‌وَنَبْلُوكُمْ ‌بِالشَّرِّ ‌وَالْخَيْرِ ‌فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء: 35]، وأرضيا بما قسم الله لكما، تكونا أغنى الناس، وأسعد الناس بما يقسم الله لكما. والله ولي التوفيق.

مواضيع ذات صلة