حكم كتابة شيء من القرآن الكريم على العملات التي يتداولها الناس مكروه، والأحوط في المحافظة على تقديس القرآن وتكريمه منع هذا لئلا يمسه غير الطاهر من الجنب والحائض والنفساء.
حكم كتابة شيء من القرآن على العملات
من المجلس الوطنى لدولة الإمارات العربية المتحدة بكتابه المتضمن أن المجلس علم بأن الحكومة بصدد طبع عملة جديدة للدولة كتب عليها الآية القرآنية الكريمة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) آل عمران 103،
وطلب بيان الحكم الشرعى فى جواز طبع آية من آيات القرآن الكريم على العملة التى تصدرها الدولة، علما بأن عملة الدولة يحملها ويتداولها المسلم والكافر، ويشترى بها الحلال والحرام وتستعمل فى غير ما أحله الله وتحمل إلى أماكن غير طاهرة؟
كتابة شيء من القرآن على العملة
نفيد بأن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى، وكما يطلق القرآن على كل ما بين دفتى المصحف يطلق على السورة والآية منه.
والقرآن كتاب تعبد وهداية وإرشاد للبشر كما فيه سعادتهم فى الدارين (الدنيا والآخرة) من عبادات ومعاملات وأخلاق.
ولذلك يجب تقديسه وتكريمه والبعد عن كل ما يخل بشىء من ذلك.
ولذلك لم يجز الفقهاء للمحدث حدثا أصغر (غير المتوضئ) ولا المحدث حدثا أكبر (الجنب) والحائض والنفساء مس القرآن ولا شىء من آياته إلا بغلاف منفصل لقول الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-: (لا يمس القرآن إلا طاهر).
وأجازوا ذلك للضرورة كدفع اللوح أو المصحف إلى الصبيان؛ لأن فى المنع من ذلك تضييع حفظ القرآن، وفى الأمر بالتطهير حرج عليهم.
كما نصوا على كراهة كتابة القرآن وأسماء الله تعالى على الدراهم والمحاريب والجدران وكل ما يفرش (الهداية وفتح القدير ج 1).
خلاصة فتوى دار الإفتاء المصرية
ومما ذكر يتبين أنه يكره كتابة شىء من القرآن على الدراهم والدنانير؛ لأن فى ذلك تعريضا لمسها أثناء تداولها من الجنب والحائض والنفساء والمحدث وغيرهم، وليس هناك ضرورة تدعو إلى ذلك، فيكون الأحوط فى المحافظة على القرآن وآياته والبعد به عن كل ما يخل بتقديسة وتكريمه أو الوقوع فى الممنوع بسبب مسه ممن هو غير طاهر أثناء تداوله. من كتاب فتاوى دار الإفتاء المصرية