ما الحكم إذا داعب الرجل زوجته وقال لها أنتي طالق ولا يقصد طلاقها وإنما يقصد المزاح؟ ورد هذا السؤال لبرنامج بريد الإسلام بإذاعة القرآن الكريم والذي يقدمه الأستاذ محمد عويضة.
حكم قول لفظ الطلاق دون قصد للطلاق
مستمعة . كنت أداعب زوجى فقال لى لو طلقتك فماذا تفعلين فقلت له أقتلك فقال لي أنتى طالق وهو لا يقصد طلاقاً واختلف العلماء فى وقوع الطلاق من عدمه ونريد معرفة الحكم الشرعى الصحيح ؟
لفظ الطلاق الذي لا يقصد به الطلاق
يجيب عن هذه الرسالة الأستاذ الدكتور / صبري عبد الرؤوف
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، شرع الإسلام الطلاق لإنهاء الحياة الزوجية التي لا خير يرتجى منها، لأن الحياة الزوجية التي لا تحقق السكون النفسي، ولا المودة ولا الرحمة، فإنه لا خير فيها أصلا، ولا سبيل لمثل هذه الأمور سوى الطلاق.
الطلاق الصريح
فإذا قال الزوج لزوجته أنت طالق، فهذا هو ما يسمى بالطلاق الصريح، وقد أجمع الفقهاء على أن الطلاق الصريح لا يحتاج إلى نية، وعلى هذا فإن الطلاق واقع باتفاق.
حكم من قال لزوجته أنت طالق على سبيل المزاح
لكن يا دكتور الزوجة هنا في السؤال كانت تداعب زوجها وكما فهمنا من رسالتها ولم يكن هناك مشاكل تستدعي الطلاق وقال لها كما ذكرت أنت طالق على سبيل المزاح هل سيكون الطلاق واقعا على سبيل المزاح
لا خلاف بين الفقهاء الذين يعتد بأقوالهم، بأن هذا طلاق صريح، والطلاق الصريح لا يرجع فيه إلى نية الزوج؛ ولهذا قلنا: إن الطلاق واقع، وذلك لأن الزوج والزوجة قد اتخذا آيات الله هزوا، والله عز وجل نهانا عن ذلك.
ولم يشرع الطلاق للاستهزاء أو السخرية أو المزاح، وإنما شرع لإنهاء العلاقة الزوجية كما قلنا، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ﴿ثَلَاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ: الطَّلَاقُ، وَالنِّكَاحُ، وَالرَّجْعَةُ﴾.
ما يستفاد من حديث ثلاث جدهن جد؟
هذا الحديث يؤكد لنا أنه لا فرق في الطلاق بين الجد والهزل، خاصة فيما يتعلق بالطلاق الصريح، وعلى الزوج أن يراجع زوجته مادامت العدة قائمة، إن كانت هذه الطلقة هي الأولى أو الثانية،
أما إن كانت الثالثة، فقد انتهت العلاقة الزوجية بسبب اتخاذ آيات الله هزوا، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾ [البقرة: 229].
للاطلاع على المزيد: