فتاوى

لماذا شرع الله الطلاق ولماذا جعله الله ثلاثا؟

ورد لبريد الإسلام بإذاعة القرآن الكريم من القاهرة سؤال عن حكمة الله في تشريع الطلاق؟ ولماذا جعل الله الطلاق ثلاثا؟ ويقدم البرنامج الأستاذ عبد الناصر أبو زيد.

لماذا شرع الله الطلاق

تسأل مستمعة : لماذا شرع الله سبحانه وتعالى الطلاق ولماذا جعله ثلاثاً فقط ؟

إجابة السؤال

ويجيب عن هذه الرسالة الأستاذ الدكتور محمود العكازي.

حكم الطلاق

الحمد لله القائل في محكم كتابه: ﴿‌الطَّلَاقُ ‌مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة: 229]،   إلى أن قال ﴿فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ﴾ [البقرة: 230] إلى آخره.

والصلاة والسلام على مولانا وسيدنا رسول الله القائل في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود في سننه: ﴿مَا أَحَلَّ اللَّهُ شَيْئًا ‌أَبْغَضَ ‌إِلَيْهِ ‌مِنَ ‌الطَّلَاقِ، وبعد:

فليس الإسلام هو الدين الفذ الذي أباح الطلاق فقبل الإسلام كان الطلاق شائعا في العالم كله وكان الرجل يغضب على المرأة فيطردها محقا كان أو مبطلا دون أن تملك المرأة له دفعا أو تأخذ منه عوضا أو تجد لنفسها عنده حقا ماعدا بعض الطوائف في بعض  الديانات.

شروط الطلاق

ولما جاءت الشريعة المحمدية خاتمة الشرائع وضعت قيودا في سبيل الطلاق حتى ينحصر في أضيق نطاق يستطاع، فالطلاق بغير ضرورة تقتضيه يكون حراما كإتلاف المال بغير حق  لما فيه من إضرار لكلا الزوجين والأسرة والمجتمع، وفي الحديث الصحيح ﴿‌لَا ‌ضَرَرَ ‌وَلَا ‌ضِرَارَ﴾.

ولا يغيب عن البال أن ما يصنعه الذواقون المطلقون شيء لا يحبه الله ورسوله ولا يغيب عن البال ما يصنعه الذواقون المطلقون شيء لا يحبه الله ولا رسوله ففي الحديث الذي رواه البزار:

لا أحب الذواقين من الرجال والذواقات من النساء.

وليعلم الجميع أن الأصل في الطلاق هو المنع والحظر على الراجح عند أهل العلم ولا يباح إلا عند استحالة الحياة الزوجية فيكون تشريعه علاجا للمتاعب ودرءا للمفاسد ومع كل هذا فإن الله جعله ثلاثا فقط كناحية تنظيمية فالطلاق الأول ربما يكون بعده الوئام والمصالحة.

وكذلك الحال بالنسبة للطلاق الثاني فيكون من حق الزوجين استدامة حياتهما الزوجية،

أما إذا حصل طلاق ثالث فإن حدوث هذا الطلاق الثالث يكون دليلا واضحا على أن النفرة بين الزوجين أصبحت مستحكمة والوفاق بينهما صار غير مستطاع ولهذا لم يجز للزوج بعد التطليقة الثالثة أن يردها إليه حتى تنكح زوجا غيره  زواجا شرعيا صحيحا مقصودا لذاته لا لمجرد التحليل للزوج الأول. هذا والله أعلم.

للاطلاع على المزيد:

مواضيع ذات صلة