بدأت سورة الماعون بسؤال عن صفة الذي يكذب بالدين، أي الذي يكذب بالجزاء والحساب ويجحد آيات القرآن.
صفة المكذب بالدين
وأجابت الآيات بأن صفة الذي يكذب بالدين هو الذي يدفع اليتيم بعنف وقسوة ويظهر الجفوة له ويتعالى عليه، ولا يطعم المسكين من ماله ولا يحث الناس الموسرين الذين يملكون ما يطعمون به على إطعام هذا المسكين، فعلامة المكذبين بالجزاء والحساب منع المعروف عن الناس والإقدام على الإيذاء لأنه لا يؤمن بحساب ولا جزاء.
والآية ترشد من عجز عن إيصال المعروف بنفسه للناس كان عليه أن يحث غيره من القادرين على فعله.
ترك الصلاة
وتوعد الله هؤلاء الذين يسهون عن الصلاة التي هي عماد الدين والفارق بين الإيمان والكفر بالتغافل عنها والتكاسل في أدائها فإن ذلك من فعل الشياطين.
الرياء في العبادة
فمن صفتهم أنهم يؤدون العبادة رياء، والمرائي هو الذي يجعل الناس يرون عمله والناس حينما يرون عمله يروه ثناءهم عليه،
الماعون
ومن الناس من يمنعون المساعدة عن المستحق لها، فلا يعطون الناس حتى الشيء القليل مثل الفأس والدلو والإناء، عن عبد الله بن مسعود قال: (كنا نعد الماعون على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عارية الدلو والقدر)[أبو داود].
مقصود سورة الماعون
التنبيه على أن الإسلام ليس مجرد طقوس وإنما هو عقيدة صادقة وسلوك مستقيم. وأن الصلاة المقبولة هي التي تكون في خضوع وخشوع، وأن مما يقرب العبد لربه رعاية اليتيم وحماية المسكين، وبيان أن من صفات المكذب بالدين: الانشغال عن الصلاة، والرياء، وعدم إعانة الناس.