كان من أسباب نزول سورة الكوثر أن الله أراد أن يسري عن قلب نبيه صلى الله عليه وسلم لما شمت المشركون في موت ولده صغيرا.
سبب نزول سورة الكوثر
عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: لما قدم كعب بن الأشرف اليهودي مكة أتوه [قريش] فقالوا: نحن أهل السقاية والسدانة وأنت سيد أهل يثرب فنحن خير أم هذا الصنيبير المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا؟ فقال: أنتم خير منه فنزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله تعالى: (إن شانئك هو الأبتر)
ونزلت: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا)[ابن حبان].
معنى الكوثر
والكوثر هو نهر أعطاه الله لنبيه في الآخرة، عن أنس -رضي الله عنه- قال: لما عرج بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إلى السماء قال: (أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ مجوفا فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر)[البخاري]،
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت عن قوله تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر) قالت: (نهر أعطيه نبيكم -صلى الله عليه وسلم- شاطئاه عليه در مجوف آنيته كعدد النجوم)[البخاري]
تفسير سورة الكوثر
لقد كان أعداء النبي –صلى الله عليه وسلم- يملكون المال والجاه والسلطان والولد، ويعيرون رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بأنه لا يملك ما يملكون وأن أتباعه من الفقراء وليس له من الأبناء الذكور شيء فقد كانوا يموتون صغارا،
فدافع الله عن نبيه بأن أعطاه الخير الكثير منه: النبوة والهدى ونهر في الجنة وله صحابة أوفياء هم له أكثر من الأبناء مع آبائهم، فاجعل أيها النبي صلاتك لربك وحده وانحر ذبيحتك بعد الصلاة، إن مبغضك كائنا من كان هو المقطوع ذكره في الدنيا والآخرة.
مقصود سورة الكوثر
الإخبار عن عطاء الله لنبيه الخير الكثير الذي منه نهر الكوثر في الجنة، والأمر بإخلاص العبادة لله وحده، والإخبار بأن مبغض النبي -صلى الله عليه وسلم- هو المقطوع ذكره.
للاطلاع على المزيد: