هل يجوز شراء اللحم من الجزار بدلا من الذبح في العقيقة، هذا سؤال قدمه السائل لبرنامج بريد الإسلام الذي تقدمه إذاعة القرآن الكريم من القاهرة وهذا البرنامج يقدمه الأستاذ / محمد عويضة.
شراء اللحم من الجزار في العقيقة بدلا من الذبح
منذ شهرين رزقنى الله بولد وكنت قد عزمت على أن أقيم له عقيقة ولكن ظروف كثيرة تحول دون تحقيق ذلك الآن ففكرت أن اشتري كمية من اللحم من عند الجزار لأقيم بها العقيقة فهل يجوز ذلك أم لابد من الذبح؟
شراء اللحم بدلا من الذبح في العقيقة
وهذا السؤال يجيب عليه الأستاذ الدكتور / محمد قاسم المنسي . أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الجواب المختصر:
كيفية العقيقة
إذا رغبت في أن تقيم العقيقة، فعليك أن تذبح شاتين عن المولود إذا كان ذكرا، وشاة واحدة إذا كان أنثى، أما إذا عجزت عن ذلك، واشتريت لحما بدلا من الذبح، وصنعت به طعاما لأهلك ولأصدقائك وأقاربك،
فهذا من باب الإحسان، وأنت مثاب مأجور على ذلك، لكن لا يسمى ما فعلته عقيقة، لأن كلمة العقيقة تطلق فقط على الذبيحة التي تذبح عن المولود.
مشروعية العقيقة
فإن من محاسن الشريعة الإسلامية ومكارمها، أنها هدت الإنسان إلى فعل الخيرات، والأعمال الصالحة، التي تعود بالخير على الفرد والمجتمع، ومن ذلك دعوتها إلى استقبال المولود ذكرا كان أو أنثى، بما يدل على شكر الله تعالى على فضله وعطائه، فشرع العقيقة وهي:
ما يذبح للمولود؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿الْغُلَامُ﴾، أي: الولد ﴿مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ، يُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ﴾.
ومع هذه السنة القولية، جاءت السنة العملية مؤكدة لذلك، فقد روي: ﴿أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ، كَبْشًا كَبْشًا﴾،
ولا شك أن هذا العمل عند قدوم المولود، يكون تعبيرا صادقا عن شكر الله تعالى، لكن الشريعة وهي تذهب في كل أحكامها ومبادئها إلى ما يدعم العلاقات الإنسانية، ويقرب المسافات بين البشر، ويذهب العداوات والخصومات،
لا تكتف بالشكر القولي، وإنما تحوله إلى شكر عملي، يقوم على ذبح حيوان، وإعداد الطعام، والتصدق به، والأكل منه، والإهداء إلى الأقارب والجيران، وغير ذلك.
وهكذا تعمل الشريعة من خلال تعاليمها، على إحداث التقارب والتماسك بين أفراد المجتمع، وهذا ما يمثل عنصرا مهما، يؤدي في النهاية، إلى تقدم المجتمع وأزدهاره.
هل الأفضل العقيقة أم التبرع بالمال للفقير
فضيلة الدكتور بعض الناس يفكر كما فكر صاحب الرسالة فيتساءل:
هل من الأفضل أن يشتري شاة، أو أن يعطي المال لفقير، أو مريض، في أمس الحاجة إليها؟
لا شك أن إعطاء الفقير والمريض من صور الخير التي دعت إليها الشريعة؛ لكن ذلك لا يكون بديلا عن العقيقة التي شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
إذا رغب المسلم في إحياء سنة من سنن الإسلام، فعليه أن يفعل السنة التي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا حرج عليه بعد ذلك أن يتطوع بالخير حيث يحب، سواء بدفع المال، أو بإطعام الطعام، أو غير ذلك من صور الخير والإحسان.