سورة البقرة هي أطول سورة في القرآن الكريم حيث تبلغ جزءين ونصف، وقد نزلت هذه السورة بالمدينة، وعدد آياتها 286 آية. فلماذا سميت بهذا الاسم وما هي فضائلها؟
سبب تسميتها بسورة البقرة
سميت سورة البقرة بهذا الاسم؛ لأنها انفردت بذكر قصة بقرة بني إسرائيل، والتي اتخذها بنو إسرائيل معبودا يعبدونه من دون الله، فلما وقعت فيهم حادثة قتل، وأرادوا أن يعرفوا القاتل ذهبوا إلى نبي الله موسى ليحكم في هذه الجناية التي خفي عليهم أمر القاتل فيها.
فأمرهم الله بأن يذبحوا بقرة ويضربوا القتيل بلسانها ليحيا ويخبر عن قاتله، وبعد جدال وعناد من بني إسرائيل كما هو معهود عنهم ذبحو البقرة، وأحيا الله القتيل وأخبر عن قاتله، وكان الغرض أن يذبحوا محبتهم وعبادتهم لها من قلوبهم.
فضائل سورة البقرة
ورد في فضل سورة البقرة أحاديث تبين فضلها كلها وأحاديث تبين فضل آيات منها .
1 – تأتي سورة البقرة شفيعة لصاحبها يوم القيامة وتدافع عن صاحبها هي وسورة آل عمران، وقراءتها في البيت تجلب الركة وتحفظ من شر السحرة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة[السحرة])[البخاري].
2 – تطرد سورة البقرة الشياطين من البيت، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، وإن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان)[الترمذي].
وورد في فضائل بعض الآيات منها عدد من الأحاديث منها:
فضل آية الكرسي
قال الله تعالى: (ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ)[255]
1 – آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله، عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟) قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال:
(يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟) قال: قلت: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم). قال: فضرب في صدري، وقال: (والله لِيَهنِك العلم أبا المنذر)[مسلم] أي ليكن العلم هنيئا لك.
2 – من قرأ آية الكرسي قبل نومه كانت سببا في حفظه من الشيطان حتى يصبح.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت:
والله لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة. قال: فخليت عنه فأصبحت فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة.
قال: قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله. قال: أما إنه قد كذبك وسيعود.
فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
يا أبا هريرة ما فعل أسيرك قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله. قال: أما إنه قد كذبك وسيعود.
فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود. قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت: ما هو؟ قال:
إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح.
فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما فعل أسيرك البارحة. قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله. قال: ما هي؟ قلت: قال لي:
إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح.
وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قال: لا، قال: ذاك شيطان)[البخاري]
3 – المداومة على قراءة سورة البقرة تكون سببا من أسباب دخول الجنة.
عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)[النسائي الكبرى].
فضل قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة
قال الله تعالى: (ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ
لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ).
من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفاته من الشرور والمكروه.
عن أبي مسعود البدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه)[البخاري]