في شبه الجزيرة العربية وعند بيت الله الحرام تزوج عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب، ومكث معها أياما لم تتجاوز العشرة، ثم خرج في تجارة إلى الشام، وأثناء عودته إلى زوجته كان على موعد مع الموت فمات وعمره ثماني عشرة سنة.
عمر النبي يوم مات أبوه
كان محمد -صلى الله عليه وسلم- لما مات أبوه عبد الله لا يزال جنينا في بطن أمه عمره شهران، ولقد تألمت أمه آمنة وجده عبد المطلب، وانتظرت آمنة قدوم مولودها ليكون عوضا لها عن أبيه.
البشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم
كانت البشارات تنهال على آمنة أم النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو جنين في بطنها بأنه سيكون له شأن، وسيكون مباركا، فلما ولد محمد فرح بمولده الجميع، وسعد الكون كله بميلاده.
وقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك بعد نبوته فقال: (إني عبد الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى قومه ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام)[أحمد].
استرضاع النبي صلى الله عليه وسلم
كان من عادة العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم في البادية، وكانت مرضعة النبي –صلى الله عليه وسلم- في البادية حليمة السعدية، التي أحبته كولدها؛ بسبب ما رأته من البركات التي ظهرت عندها منذ قدومه معها.
حادثة شق الصدر
ومما حدث لمحمد –صلى الله عليه وسلم- وهو صغير عندها حادثة شق الصدر التي أخرج الملكان بها علقة سوداء هي حظ الشيطان من الإنسان.
عن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتاه جبريل -صلى الله عليه وسلم- وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال:
هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأَمه ثم أعاده في مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه فقالوا: إن محمدا قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره.[مسلم]
خوف حليمة السعدية على النبي
فخافت عليه مرضعته وعادت به إلى أمه، فطمأنتها بأنه لن يصيبه مكروه، ثم عادت به بعد ذلك وهو في مبتدأ سنته الخامسة، ثم أخذته أمه لزيارة أخوال جده بالمدينة، وزارت قبر أبيه، ثم مرضت وماتت وهو لم يجاوز السادسة من عمره، وبذلك ازدادت الأحزان على محمد -صلى الله عليه وسلم- وصار يتيم الأبوين.