السيرة النبوية

النبي في كفالة جده ثم عمه ورحلته للشام وزواجه

بعد أن ماتت أمنة بنت وهب أم النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو لم يجاوز السادسة من عمره انتقل ليعيش في كفالة جده عبد المطلب، الذي كان قد أحبه أكثر من أبنائه وكان يقدمه عليهم.

كفالة عبد المطلب للنبي

كان عبد المطلب جد النبي -صلى الله عليه وسلم- يحبه كثيرا كأحد أبنائه وأكثر، وكان لعبد المطلب فراش يوضع في ظل الكعبة لا يجلس عليه أحد من بنيه بل يجلسون حوله ينتظرونه حتى يخرج فيأتي محمد وهو غلام فيجلس عليه فيأخذه أعمامه لئلا يفعل، فيقول عبد المطلب: دعوا ابني فوالله إن له شأنا. ثم يجلسه معه.

كفالة أبي طالب للنبي

مات عبد المطلب جد النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في الثامنة من عمره، وكان عبد المطلب قد أوصى قبل موته أن يكون في كفالة عمه أبي طالب، وكان عمه يحبه حبا لم يحبه لأحد من أبنائه.

لقد ظهرت بركة هذا الغلام الصغير عند عمه ، فكان أولاده إذا أكلوا جميعا أو فرادى لم يشبعوا وإذا أكل معهم محمد شبعوا، فيعجب أبو طالب ويقول: إنك لمبارك.

النبي يرعى الأغنام

لم يرض محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يعيش حِملا ثقيلا على عمه الذي كان عنده الكثير من الأولاد، فخرج يرعى الغنم لأهل مكة ليكتسب رزقه بالكد والتعب،

لقد ذكر النبي –صلى الله عليه وسلم- أيام الصبا هذه فقال: (ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم). فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: (نعم كنت أرعاها على قراريط [جزء من الدراهم] لأهل مكة).[البخاري].

والحكمة في رعي الغنم أنها تمرين للأنبياء على رعاية الأمم والقيام على شئونهم، فهي تعودهم على الحلم والشفقة والرحمة والصبر وطول البال.

خروج النبي في تجارة لعمه إلى الشام

في يوم من الأيام خرج أبو طالب في تجارة له إلى الشام وأخذ معه محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي كان قد بلغ الثانية عشرة من عمره، وهناك رآه راهب يقال له بحيرى كان على علم بالكتب السماوية ويعرف أوصاف النبي محمد –صلى الله عله وسلم- الذي سيخرج آخر الزمان،

فلما رأى محمدا أمر أبا طالب بأن يرجع به؛ لئلا يصيبه أذى من اليهود؛ لأنهم إذا رأوه عرفوه، فعاد أبو طالب به مسرعا إلى مكة خوفا عليه،

زواج النبي من خديجة

لما بلغ محمد -صلى الله عليه وسلم- الخامسة والعشرين طلبته خديجة؛ ليتاجر لها في مالها، فباع محمد وابتاع وعاد بربح وفير، وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة من أوسط قريش نسبا وأعظمهم شرفا وأكثرهم مالا، وكانت تدعى في الجاهلية الطاهرة لشدة عفافها وصيانتها وشرفها وكمالها،

وما رأته خديجة من أمانة محمد وأخلاقه جعلها ترغب في الزواج منه فخطبها عمه أبو طالب له وزوجها عمها لمحمد وكان سنها أربعين عاما.

اقرأ المزيد:

مواضيع ذات صلة