أدعية وأذكار

ما يقوله الإنسان إذا أصابه كرب أو هم أو غم

علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أدعية نقولها إذا أصابنا هم أو غم أو كرب، نسلم بها أمرنا لربنا ونطلب حاجتنا منه لا من غيره.

دعاء الكرب

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو عند الكرب ويقول: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم)[البخاري].

شرح دعاء الكرب

قال الطبري : كان السلف يدعون بهذا الدعاء ويسمونه دعاء الكرب.

قد يقال إن هذا ليس بدعاء وإنما هو ذكر من تسبيح وتهليل، والجواب على ذلك يكون بأحد أمرين:

الأول: أن هذا الذكر نستفتح به دعاءنا ثم ندعو من بعده بما نشاء، فقد ورد في بعض الروايات بعد أن ذكره قال: “ثم يدعو”.

الثاني: قيل لابن عيينة إن هذا ذكر وليس بدعاء فقال: أما علمت أن الله يقول: (‌من ‌شغله ‌ذكرى ‌عن مسئلتى أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ).

الكرب والغم لا يزيله إلا الله، وقد علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقول الإنسان هذه الكلمات إذا خاف شيئا فإنه إذا فعل ذلك أمنه الله مما يخاف منه.

لا إله إلا الله العظيم الحليم

من قال : لا إله إلا الله. مؤمنا بها عاملا بلوازمها، والتي منها ألا يخاف إلا الله؛ لأن الملك والقدرة لله وحده لا لغيره، وما عدا الله عاجز لا يقوى على فعل شيء إلا بإعانة الله له، فلا رجاء ولا خوف إلا من الله وحده.

والعظيم : هذا وصف لله بأنه لا عظيم سواه، وكل الخلائق والموجودات تصغر أمام عظمة الله، وهذا الوصف يوقع الرهبة في القلوب فلا يستطيع الإنسان أن يطلب شيئا لشدة رهبته؛ لذلك أتبع النبي ذلك بوصف “الحليم” من أجل أن تطمئن النفوس، فهذه العظمة التي لا يقوم أمامها شيء لا يوازيها إلا حلمه تعالى.

لا إله إلا الله رب السماوات والأرض

ثم كرر كلمة التوحيد ثانيا وذكر شئا من مظاهر عظمة الله وقوته أنه المالك والخلق للسماوات والأرض وما فيهن،

قال الله: (أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ‌ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ).

وورد ذكر العرش هنا لأن العرش هو أكبر المخلوقات وأعلاها وكل مخلوق دون العرش والله فوق العرض، فَجَمِيعُ الْمَخْلُوقَاتِ بِجَنْبِ الْعَرْشِ ‌كَحَلْقَةٍ ‌فِي ملقاة في صحراء، قال الله: (فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ‌ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ).

دعاء المكروب

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت)[أبو داود].

شرح دعاء المكروب

الإنسان المكروب وهو المحزون الذي أصابه هم وغم نصحه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يدعو الله بهذه الكلمات لينفرج غمه.

اللهم رحمتك أرجو 

اللهم إني لا أرجو شيئا إلا رحمتك، فلا تكل أمري ولا تتركني لأحد غيرك، فإني أرجو منك الحفظ عن الآفات والمؤذيات.

فلا تتركني لنفسي لحظة فإن نفسي أشد عداوة لي من جميع الأعداء، فنفسي عاجزة عن قضاء حاجتي، فإنك قلت وأنت أصدق القائلين: (إِنَّ ٱلنَّفۡسَ ‌لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيٓۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٞ رَّحِيمٞ).

فأنت يا الله أعلم بما يصلحني من نفسي؛ لأن علمك كامل أما أنا فقد أعلم شيئا ويخفى عني أشياء فربما أرى ما يفسد أمري صالحا لي، وربما أعتقد أن صلاح أمري في شيء ما فينقلب فسادا، فقد قلت يا الله:

(وَعَسَىٰٓ ‌أَن ‌تَكۡرَهُواْ شَيۡـٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡـٔٗا وَهُوَ شَرّٞ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ).

وأصلح لي شأني كله

وأصلح لي أمري كله، فإذا فوضت أمري إليك يا ربي فلا تكلني إلى نفسي وإنما تول أمري لأني لا أدري ما صلاح امري وما فساده.

لا إله إلا أنت

فقد سلمت أمري إليك واعتمدت عليك لأنه لا يوجد إله يعبد بحق إلا أنت.

المزيد من الأدعية والأذكار

مواضيع ذات صلة