الصلاة ركن من أركان الإسلام التي فرضها الله على عباده، وهذه الصلاة لها حكمة تشريع، ولها أحكام كثيرة تتعلق بها.
ما معنى الصلاة؟
الصلاة في اللغة: الدعاء، قال الله: (وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم). وفي الشرع: أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم بشروطها الخاصة.
متى فرضت الصلاة؟ وما حكمها؟
وقد فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج قبل الهجرة، عندما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى، وفي تلك الرحلة فرضت الصلاة خمسين صلاة فما زال النبي صلى الله عليه وسلم يراجع ربه حتى خفف الله عن العباد فجعلها خمسا في العمل خمسين في الأجر.
الصلاة من أركان الإسلام
من الأركان التي يقوم عليها بناء الإسلام لكل مسلم الصلاة، فهذه الأركان خمسة كما بينها لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)[البخاري]
والصلاة عمود الإسلام، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رأس الأمر وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد)[أحمد].
حكمة مشروعية الصلاة؟
والحكمة من مشروعية الصلاة شكر الله على نعمه العظيمة، وهي إبراز لمعاني العبودية حيث يظهر العبد التذلل والخضوع لله الذي وهبه الحياة بعد العدم، والامتثال لأوامر الله.
تأثير الصلاة على السلوك
كل عبادة في الإسلام لها ثمرة تنعكس على سلوك المؤمن، فإذا خلت العبادة عن هذه الثمرة كانت كمثل الشجرة التي لا تثمر ثمرا ولا تمد ظلا، وكانت كالجسد بلا روح، وكانت مجرد أعمال لا فائدة من ورائها، والصلاة من العبادات التي لها أثرها على سلوك المؤمن، قال الله تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)
السكينة والراحة بالصلاة
والصلاة عبادة تجلب الراحة والسكينة للقلب، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها)[أبو داود]،
وفي الصلاة ما تقر به العين من أمور الدنيا والدين، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (وجعل قرة عيني في الصلاة)[النسائي].
الخشوع في الصلاة
فالصلاة مناجاة بين العبد وربه، فتلك المناجاة تحتاج ممن يؤديها أن يكون خاليا من شواغل الدنيا ومشاغلها حتى يتمكن من خشوع قلبه وحضوره مع ربه، فقلب العبد إذا خشع خشعت جوارحه، وكانت صلاته مقبولة،
قال الله: (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)، أما إذا خلت الصلاة عن الخشوع كانت مجرد حركات لا هدف من ورائها،
الصلاة فرض عين
الصلاة فرض عين بمعنى أنها تطلب من كل مسلم ولا تسقط عنه إلا بالموت، ولا ينوب فيها أحد عن أحد، قال الله تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)،
على من تجب الصلاة؟
تجب الصلاة على المسلم البالغ العاقل، وتسقط عن المرأة الحائض والنفساء حتى تطهر، وعن الصبي حتى يبلغ وعن المجنون حتى يفيق.
الصلاة مبناها على الجماعة
وهذه الصلاة شرعت فيها الجماعات؛ لأن العبادات مبناها على الاجتماع، لذا نجد تعبير القرآن يكون بالجمع دائما، قال الله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين)، وقال: (أقيموا الصلاة) ليدل على أن ثمرة العبادة لا تكون إلا بالاجتماع.
حكم ترك الصلاة
ومن ترك الصلاة منكرا لوجوبها يكون كافرا؛ لتكذيبه لقول الله تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) وقال: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)،
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)[الترمذي]،
قال الإمام الشوكاني: هذا الحديث يدل على أن ترك الصلاة من موجبات الكفر، ولا خلاف بين المسلمين في كفر من ترك الصلاة منكرا لوجوبها …
وإن كان تركه لها تكاسلا مع اعتقاده لوجوبها كما هو حال كثير من الناس فقد اختلف الناس في ذلك، فذهبت العترة والجماهير من السلف والخلف، منهم مالك والشافعي إلى أنه لا يكفر بل يفسق… وذهب جماعة من السلف إلى أنه يكفر[نيل الوطار].
وقد توعد الله الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها فقال: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ).
للاطلاع على المزيد: