لما باءت كل محاولات قريش بالفشل لجأت إلى طريقة الإغراء بالمال والجاه والسلطان للنبي -صلى الله عليه وسلم-
رفض النبي المال والجاه
إن رسول الله رفض كل وسائل الإغراء التي عرضتها قريش عليه؛ لأنه لم يأت طالبا لشيء من ذلك، وإنما جاء ليبلغ الوحي الذي أمره ربه أن يبلغه للناس.
عتبة بن ربيعة مع النبي
لقد أرسلت قريش للنبي –صلى الله عليه وسلم- عتبة بن ربيعة ليكلمه ليعرض عليه المال والجاه وكل ما يطلبه مقابل أن يترك دعوته، إلا أن رسول الله ترك له المجال ليتكلم فلما قال ما عنده قال له النبي –صلى الله عليه وسلم-: أفرغت يا أبا الوليد قال: نعم قال:
فاسمع مني فتلا عليه قول الله: (حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون) حتى وصل إلى قول الله: (فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) فأمسك عتبة بفم النبي –صلى الله عليه وسلم- وناشده أن يكف عن الكلام.
رأي عتبة بن ربيعة في النبي
لما سمع عتبة بن ربيعة من النبي ما سمع رجع إلى قومه وأخبرهم أنه سمع قولا ما سمع مثله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة ثم قال لهم: يا معشر قريش أطيعوني وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ.
فلما يئست قريش اشتدت وطأتها في تعذيبها للنبي –صلى الله عليه وسلم- ومن معه، فأذن رسول الله لأصحابه بأن يهاجروا إلى الحبشة.