لما رأى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ما يتعرض له أصحابه من العذاب على أيدي المشركين وما ينالهم من التعذيب أذن لهم لاهجرة إلى الحبشة.
ثناء النبي على ملك الحبشة
لما أذن النبي لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة قال لهم: (لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه).
عدد المهاجرين للحبشة
خرج عدد من المسلمين بلغ عددهم اثنى عشر رجلا وأربع نسوة رئيسهم عثمان بن عفان ومعه زوجته السيدة رقية ابنة النبي –صلى الله عليه وسلم- وكانت هذه أول هجرة في الإسلام فخرجوا ما بين راكب وماش حتى انتهوا إلى البحر فركبوا سفينة حملتهم إلى الحبشة وكانوا هناك في أحسن جوار.
رجوع المسلمين من الحبشة
قد نما إلى سمع هؤلاء المسلمين المهاجرين أن المشركين أسلموا فلما عادوا وجدوا أن الأذى لا يزال مستمرا والبلاء لا يزال قائما خرجوا إلى الحبشة مرة أخرى وهاجر معهم كثيرون غيرهم أكثر منهم حتى وصل عددهم أكثر من ثلاثة وثمانين رجلا وثمان عشرة امرأة.
تحريض قريش لملك الحبشة
أرسلت قريش في أثر هؤلاء المهاجرين من المسلمين إلى الحبشة عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدايا وتحف إلى النجاشي ليردهم إلى قومهم لكن باءت محاولاتهم بالفشل،
وذلك لأن النجاشي أبى أن يجيبهم إلى طلبهم حتى يستمع لهؤلاء المسلمين فكان الذي تكلم هو جعفر بن أبي طالب حيث قرأ من بدايات سورة مريم فبكى النجاشي وبكت أساقفته ثم قال:
إن هذا والله والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة. ثم قال لوفد قريش: انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبدا ولا أكاد.
النجاشي مات مسلما
قد شاء الله لهذا الملك أن يسلم ويموت مسلما وإن كان يخفي إسلامه عن قومه، فقد روى البخاري: أن رسول الله نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر أربع تكبيرات.