يفقد النبي –صلى الله عليه وسلم- في عام واحد عمه أبا طالب الذي كان يناصره ويؤازره، وزوجته خديجة -رضي الله عنها- التي كان يجد سكن النفس وراحة البال معها.
عام الحزن
هو العام الذي مات فيه أبو طالب وخديجة كان هو عام الحزن للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد نالت قريش منه ما لم تنله في حياة أبي طالب.
اشتداد إيذاء المشركين للنبي
أشتد إيذاء المشركين للنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد فقد النصيرين له: أبا طالب وخديجة، فتعرض له سفيه من سفهاء قريش ونثر الترب على رأسه
فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تزيل عنه التراب وهي تبكي ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول يا بنية: لا تبكي يا بنية فإن الله مانع أباك.
وكان يقول: ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب. بل كان بعض جيرانه من ذوي رحمه يأتي بالقذر فيطرحه في فناء داره فيأخذه على العود فيقف على بابه ثم يقول: يا بني عبد مناف أي جوار. ثم يلقيه في الطريق
ومع كل هذا كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ماضيا في الدعوة إلى ربه وفي الدعاء لقومه يقول: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.
تعرض النبي للأذى من أهل الطائف
خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف لعله يجد من يقبل دعوة الإسلام إلا أنهم كانوا أضل من أهل مكة، أغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويرمون عراقيبه بالحجارة حتى دميت عقباه وسال دمه الزكي على أرض الطائف وزيد بن حارثة مولاه يدفع عنه حتى أصيب في وجهه بشجاج،
حتى جلس إلى بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة وفي غمرة الحزن والأسى يتضرع النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى ربه يدعوه
مخاطبة ملك الجبال للنبي
لما غادر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الطائف وهو مهموم النفس فلم يستفق إلا وهو بقرن الثعالب فرفع رأسه فإذا هو بسحابة قد أظلته فنظر فإذا فيها ملك الجبال فناداه ثم سلم عليه ثم قال:
يا محمد إن الله قد بعثني إليك وأنا ملك الجبال لتأمرني بأمرك فما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فعلت فقال النبي: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا.
استماع الجن للقرآن
في الطريق إلى مكة بموضع يقال له نخلة يصلي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في جوف الليل فيمر به نفر من الجن وكانوا سبعة فاستمعوا له فلما فرغ ولوا إلى قومهم منذرين قد آمنوا وأجابوا إلى ما سمعوا قال تعالى:
(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ).
النبي يدخل مكة في جوار المطعم
لما رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الطائف وأراد أن يدخل مكة منعته قريش فلم يستطع دخول مكة إلا في جوار المطعم بن عدي،
رحلة الإسراء والمعراج
لما رأى الله تنكر أهل الأرض لنبيه وجفاءهم له، أكرمه برحلة الإسراء والمعراج، ليقول له إن كان أهل الأرض آذوك فأهل السماء ينتظرونك،
وقد كانت هذه الرحلة بروحه وجسده، وليس في ذلك ما يدعوا إلى العجب؛ لأن الذي فعل ذلك به هو الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء،
قال الله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).