عرض النبي الإسلام على القبائل في موسم الحج
لم ييأس رسول الله ولم يمل من الدعوة إلى ربه مهما كانت الصعاب ومهما كانت العقبات، فإما نصر أو موت في سبيل الله، فكان يعرض الإسلام على القبائل في موسم الحج.
عرض الإسلام على القبائل
لما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إصرار قريش على عداوتها، وامتناع أهل الطائف عن نصرته والدخول في دعوته يمم وجهه إلى قبائل العرب الأخرى في مواسم الحج وأسواق التجارة ورسول الله يقول لهم: من يحملني حتى أبلغ رسالة ربي. ويقول: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا.
موقف أبي لهب من النبي
كان رسول الله كلما عرض دعوته في موسم الحج على القبائل التي أتت قاصدة حج البيت يتبعه عمه أبو لهب يحذر الناس ويقول لهم: لا يغرنكم هذا عن دينكم ودين آبائكم.
موقف القبائل من دعوة النبي لهم
استمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرض نفسه على القبائل، وكانت بعض القبائل ترد عليه أقبح الرد، وبعضهم يشترط عليه أن يكون الأمر لهم من بعده ورسول الله لا يعطي وعدا كاذبة ولا يتاجر بمبادئه وإنما يقول: الأمر لله يضعه حيث شاء. ولم يقبل أحد من القبائل دعوته.
موقف الأنصار من دعوة النبي لهم
كأن الله ادخر خير الاتباع والنصرة للأنصار فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في موسم حج فعرض نفسه على القبائل كما كان يصنع في كل موسم فبينما هو عند العقبة لقي اثني عشر رجلا من أهل المدينة في موسم الحج فعرض عليهم الإسلام فأسلموا وبايعوا وكانت هذه هي بيعة العقبة الأولى.
فلما انصرفوا طلبوا من النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يبعث معهم من يعلمهم، فبعث معهم مصعب بن عمير ونجح داعية الإسلام في إسلام الكثير من أهلها.
فلما كان العام المقبل جاء ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان فأسلموا وكانت هذه هي بيعة العقبة الثانية، فلما أصبح للإسلام أرض غير مكة وهي المدينة أذن لأصحابه بالهجرة إليها، وبقي هو وأبو بكر ينتظران الإذن بالهجرة.