إعادة بناء الكعبة وبدء نزول الوحي
في ذات يوم جاء سيل صدع بنيان الكعبة، فعزمت قريش على بنائه، وتعاهدوا على ألا يدخلوا في بنائه مالا إلا من كسب طيب، فبنته قريش.
مشاركة النبي في بناء الكعبة
لقد شارك محمد -صلى الله عليه وسلم- وعمه العباس في هذا البناء وكان عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- خمسة وثلاثين عاما.
قريش تُحَكِّم محمدا فيهم
لما أتمت قريش بناء البيت كادت أن تقوم الحرب بينهم بسبب الاختلاف فيمن يضع الحجر في موضعه، حتى قال عاقل من بينهم: نُحَكِّم أول داخل للمسجد علينا.
وكان أول داخل للمسجد هو محمد -صلى الله عليه وسلم- فلما رأوه قالوا جميعا: هذا الأمين رضيناه. فبسط محمد -صلى الله عليه وسلم- رداءه، وطلب منهم أن تأخذ كل قبيلة بطرفه ورفعوه جميعا، ووضعه النبي -صلى الله عليه وسلم- بيده الشريفة في موضعه.
النبي يتعبد في غار حراء
كان من عادة النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يعتزل الناس كثيرا ويتعبد في غار حراء، فلما بلغ من عمره الأربعين أوحى الله إليه، وكان الوحي في بادئ الأمر هو الرؤيا الصادقه في النوم،
فكان لا يرى رؤيا إلا تحقق صدقها، ورؤيا الأنبياء وحي، وقد مكث على ذلك ستة أشهر حتى نزل عليه جبريل الأمين بالوحي وكان أول ما نزل من القرآن الآيات الخمس الأول من سورة العلق التي بدأت بقوله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق…) وكان ذلك في رمضان في ليلة القدر.
رجوع النبي من الغار لخديجة
لما نزل جبريل بالوحي على النبي -صلى الله عليه وسلم- رجع رسول الله إلى خديجة وقال لها: لقد خشيت على نفسي. فطمأنته وأكدت له أن الله لن يخزيه.
ذهبت خديجة -رضي الله عنها- بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ورقة بن نوفل ابن عمها، وكان على علم بما عند أهل الكتاب،
فأخبر ورقة النبي –صلى الله عليه وسلم- أن هذا هو الوحي الذي جاء إلى موسى، فقال له: هذا هو الناموس الذي نزل على موسى.
وأخبره بما سيجده من عنت وأذى من قومه، وأنهم سيخرجونه من بلدته، وتمنى لو أدركه لينصره لكنه توفي بعد أن آمن بالنبي –صلى الله عليه وسلم- وصدق به.
ثم انقطع الوحي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فترة، ثم تتابع الوحي بعد ذلك وأنزل الله عليه قوله: (يا أيها المدثر قم فأنذر). فقام رسول الله يدعوا إلى الإسلام سرا.