قصص الأنبياء

قصة نبي الله إسحاق عليه السلام

نبي الله إسحاق -عليه السلام- هو ابن نبي الله إبراهيم فقد رزق الله به إبراهيم بعد أن مضى من عمره مائة عام بعد أخيه إسماعيل الذي كان عمره أربع عشرة سنة، وكان عمر أمه حين بشرت به تسعين سنة.

بشارة الملائكة بإسحاق

بشرت الملائكة إبراهيم –عليه السلام- وزوجه سارة بولدهما إسحاق، ولم يذكر القرآن من قصة إسحاق إلا البشارة به وأنه غلام عليم ونبي صالح.

قال الله تعالى: (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوب).

وقال تعالى: (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا)، وقال تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ).

وقال تعالى: (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ)

زواج إسحاق عليه السلام

تزوج نبي الله إسحاق من رفقا بنت بتوئيل في حياة أبيه وكان عمره أربعين سنة، وكانت عاقرا فدعا الله لها فولدت له غلامين توأمين أولهما: عيصو وهو الذي تسميه العرب العيص وهو والد الروم.

والثاني: يعقوب وسمي بذلك؛ لأنه خرج من بطن أمه وهو آخذ بعقب أخيه فسموه يعقوب، وهو إسرائيل الذي ينتسب بنو إسرائيل إليه.

وكان عيصو هو الأحب لأبيه بحكم أنه بِكْره، ويعقوب هو الأحب لأمه بحكم أنه الأصغر.

دعاء نبي الله إسحاق لولده يعقوب

لما كبر إسحاق وضعف بصره اشتهى على ابنه العيص طعاما، وأمره أن يذهب فيصطاد له صيدا ويطبخه له ليبارك عليه ويدعوا له.

وكان العيص صاحب صيد، فذهب ليصطاد لأبيه ليطبخه له ليبارك عليه ويدعو له، لكن رفقا زوجة إسحاق أمرت ولدها يعقوب أن يذبح جديين من خيار غنمه ويصنع منهما طعاما كما اشتهاه أبوه ويأتي إليه قبل أخيه العيص ليدعو له، فجاء يعقوب والده إسحاق بهذا الطعام قبل أخيه العيص ليدعوا له ولم يعرف إسحاق أنه يعقوب،

فلما أكل إسحاق وفرغ دعا له أن يكون أكبر إخوته وكلمته عليهم وعلى الشعوب من بعده، وأن يكثر رزقه وولده، فلما خرج يعقوب من عند والده، جاء العيص بما أمره به والده فقربه إليه فقال: أما جئتني به قبل ساعة فقال: لا والله.

فعرف العيص أن أخاه قد سبقه إلى ذلك فغضب عليه غضبا شديدا، وتواعده بالقتل إذا مات أبوهما، وسأل أباه فدعا له بدعوة أخرى، وأمرت رفقا أم يعقوب ولدها يعقوب بأن يذهب إلى أرض خاله “لابان” إلى حين ينطفئ غضب أخيه وأن يتزوج من بنات خاله.

وفاة نبي الله إسحاق

بعد أن مكث يعقوب عند خاله “لابان” بأرض حران سنين طويلة رجع إلى أرض أبيه إسحاق فأقام عنده بقرية حبرون، وهي القرية التي مات بها إسحاق.

وكان إسحاق -عليه السلام- يسكن بأرض حبرون التي في أرض كنعان حيث كان يسكن إبراهيم فأصابه المرض ومات عن مائة وثمانين سنة، ودفنه ابناه العيص ويعقوب مع أبيه إبراهيم الخليل في المغارة التي اشتراها، وهي مدينة الخليل اليوم بمغارة المكفيلة.

مواضيع ذات صلة