تعرف مع وسيلة على سبب تسمية عام الفيل بهذا الاسم، عام الفيل هو حدث تاريخي مهم وقع في المجتمع العربي قبل الإسلام ومرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بظهور الإسلام وبداية دعوته.
ما هو عام الفيل؟
يُعد هذا العام من الأحداث الكبرى التي وقعت في تلك الفترة والتي ذُكرت في كتب التاريخ والروايات.
وسُمي عام الفيل بهذا الاسم بسبب حدث محوري حصل فيه وله أهمية خاصة في الإسلام، حيث تم ذكره في النصوص الشرعيّة قرآناً يُتلى، منذ نزول القرآن الكريم على النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وحتى آخر يومٍ في هذه الحياة الدنيا.
وقد سُمِّيت سورة من سور القرآن باسمه، فما هو عام الفيل، وما سبب تسميته بهذا الاسم؟
سبب تسمية عام الفيل بهذا الاسم
سُمي “عام الفيل” بهذا الاسم نسبةً إلى حادثة بارزة وقعت في مكة المكرمة، حيث تعد الكعبة المشرفة مكانًا مقدسًا في الإسلام،
والمحور الرئيسي لهذه الحادثة أن الجيش الذي كان يضم الفيلة، والشخصية المركزية في هذا الحدث هي أبرهة الأشرم، وهو قائد من الحبشة،
دفعه حسده من شهرة الكعبة كمقصد للحجاج العرب إلى بناء كنيسة ضخمة في صنعاء أطلق عليها اسم “القليس”، بهدف جذب الحجاج إلى كنيسته بدلاً من مكة المكرمة.
سبب خروج أبرهة لهدم الكعبة
قال ابن إسحاق: فلما تحدثت العرب بكتاب أبرهة إلى النجاشي: غضب رجل من النسأة من كنانة الذين ينسئون الشهر الحرام إلى الحل بمكة أيام الموسم .
قال ابن إسحاق : فخرج الكناني حتى أتى القليس فقعد فيه أي أحدث حيث لا يراه أحد ، ثم خرج فلحق بأرضه فأخبر أبرهة بذلك فقال : من صنع هذا ؟
فقيل له : صنعه رجل من أهل هذا البيت الذي تحجه العرب بمكة لما سمع بقولك أنك تريد أن تصرف حج العرب إلى بيتك هذا فغضب فجاء فقعد فيها أي أنه ليس لذلك بأهل فغضب أبرهة عند ذلك ، وحلف ليسيرن إلى البيت حتى يهدمه ، ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجهزت ثم سار ، وخرج معه بالفيل
هذه الخطوة الجريئة كانت تهدف إلى تحويل تركيز الناس وعقيدتهم الدينية نحو الكنيسة التي أنشأها في صنعاء، مما كان له تأثير عميق على المشهد الديني في المنطقة.
الفيل لا يستجيب لقائده
عندما وصل أبرهة الأشرم مع جيشه الذي يضم فيلة إلى مشارف مكة، وقعت حادثة مميزة حيث رفض فيله الرئيسي، الذي يُدعى محمود، التقدم نحو المدينة.
على الرغم من محاولات الحث، بقي الفيل ثابتًا في مكانه، غير قادر على الحركة نحو مكة المكرمة.
موقف عبد المطلب من أبرهة
في هذه الأثناء، كان هناك تبادل ملفت بين عبد المطلب، جد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأبرهة.
حيث تم الاستيلاء على إبل عبد المطلب، وعندما ذهب لاستردادها، تعجب أبرهة من اهتمام عبد المطلب بمواشيه أكثر من قلقه على الكعبة المشرفة.
وهنا عبد المطلب رد بأن الماشية تخصه وهو مسؤول عنها، بينما الكعبة المشرفة لها مالك وربّ يحميها ويحفظها من كلّ سوء وشرّ أُريد بها، وأنشد عبد المطلب قائلاً:
لاهُمَّ إن العبد يمنع
رحله فامنع رحالك
لا يغلبنَّ صليبهم
ومحالهم غدواً محالك
إن كنتَ تاركهم
وقبلتنا فأمر ما بدال
عقاب الله لجيش أبرهة
وحقّاً حمى الله -تعالى- بيته بإرساله طيوراً تحمل حجارةً من نار، أُلقِيت على رؤوس أبرهة وجيشه وفِيلته، ممّا أدى إلى أذيّتهم وانهزامهم.
وفي الخبر أنّ قائد الفِيلة ومن كان يسوسه قد عُمِيا وأُقعِدا يتسوَّلان الطَّعام من النَّاس بعد حادثة الفيل، كما جاء في الرواية عن أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- أنّها قالت: (لقد رأَيْتُ قائدَ الفِيلِ وسَائِسَه أعمَيَيْنِ مُقْعَدَيْنِ يَستطعِمانِ بمكَّةَ).
وقد كانت حادثة الفيل التي وقعت في عام 570م، أعظم أحداث ذلك العام؛ لذلك سمّت العرب هذا العام باسمها.
وكانت هذه الحادثة وهذا العام مفصليّين في التاريخ العربي وتاريخ الجزيرة العربية تحديداً؛
حيث أزال الله -تعالى- بعد هذه الحادثة بخمس سنوات حُكم الأحباش من بلاد اليمن، وتخلت عنهم وعن سطوتهم الجزيرة العربية.
سورة الفيل في القرآن
أراد الله -تعالى- أن يكون لحادثة الفيل تخليد وذِكر، وعبرة وعِظة، لهذا الغرض، تم تكريس سورة كاملة في القرآن الكريم تحمل اسم هذه الحادثة، وهي سورة الفيل.
تُعد هذه السورة من قصار السور، وهي مكية النزول، وقد نزلت بعد سورة الكافرون وقبل سورة الفلق.
قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ).
تعرف معنا على الدروس المستفادة من قصة الفيل
الحماية الإلهية
تُبرز القصة قدرة الله تعالى على حماية بيوته والدفاع عنها، تُظهر كيف يمكن للإرادة الإلهية أن تغلب القوى البشرية الكبيرة والمُعدة جيدًا.
عجز الإنسان أمام قدرة الله
تُعلمنا القصة أن الإنسان مهما بلغ من قوة وتجهيز، يبقى ضعيفًا أمام قدرة الله العظيمة.
أهمية الإيمان والتوكل على الله
عبد المطلب جد النبي – صلى الله عليه وسلم -، أظهر الثقة العميقة في الله وتوكله عليه لحماية الكعبة، مما يعكس أهمية الإيمان والتوكل على الله في مواجهة الصعاب.
التواضع وعدم الغرور
تُعلمنا القصة بأن الغرور والتكبر، كما كان حال أبرهة وجيشه، يمكن أن يؤدي إلى الهزيمة والفشل.
العبرة من التاريخ
تُشير القصة إلى أهمية دراسة التاريخ وأخذ العبر من أحداثه، حيث أن تجارب الأمم السابقة تحمل دروسًا قيمة للأجيال اللاحقة.
كل هذه الدروس تجعل من قصة عام الفيل مثالاً حيًا على كيفية تعامل الإنسان مع الاختبارات والتحديات الكبرى في الحياة، وتُبرز أهمية الإيمان والثقة في الله في مواجهة المصاعب.
للاطلاع على المزيد: