قصة مائدة عيسى عليه السلام
ذُكرت قصة مائدة النبي عيسى -عليه السلام- في سورة المائدة بالقرآن الكريم، وهذه السورة سُميت بهذا الاسم تكريماً لهذا الحدث المهم والعبرة الكبيرة المستفادة من قصة مائدة الحواريين.
سنتناول اليوم تفاصيل قصة النبي عيسى عليه السلام، وما الذي طلبه تلاميذه والحواريون منه، وما قصة مائدة عيسى.
من هم الحواريون
الحواريون هم صفوة الأنبياء والرسل، وقد سمي حواريوا عيسى بهذا الاسم؛ لأنهم هم من نصروه دون غيرهم من قومه، ولكن ما قصتهم مع المائدة التي أنزلها الله عليهم من السماء.
مائدة عيسى عليه السلام
لقد منح الله كل نبي معجزات متنوعة وكثيرة، وكان النبي عيسى -عليه السلام- واحداً من هؤلاء الأنبياء الذين أعطاهم الله معجزات خارقة.
من بين هذه المعجزات البارزة، مائدة النبي عيسى -عليه السلام- التي أنزلها الله تعالى على الحواريين.
أمر النبي عيسى -عليه السلام- الحواريين بأن يصوموا لمدة ثلاثين يوماً متواصلة.
وبعد إتمامهم الصيام وهم في الصحراء، طلب الحواريون من نبي الله عيسى أن يدعو الله لينزل عليهم مائدة من السماء.
كانوا يرغبون في التأكد من قبول صيامهم وأن يجعلوا ذلك اليوم يوم عيد لهم.
لكن نبي الله عيسى حذرهم من خطورة هذا الطلب ونصحهم بعدم الإلحاح فيه، إلا أنهم أصروا على طلبهم.
فلما ألحوا عليه كثيرا تضرع نبي الله عيسى إلى الله تعالى أن يستجيب لما طلبوه، فأجاب الله تعالى مطلبهم، ولكن حذرهم الله -عز وجل- من الكفر بعد المعجزة العظيمة.
نزول المائدة من السماء
استجاب الله -عز وجل- لطلب الحواريين وأنزل مائدة عظيمة من السماء، محاطة بغمامتين، واحدة فوقها والأخرى تحتها، وكانت الملائكة تحيط بها.
وبدأت المائدة تهبط تدريجياً، وخلال هذا، كان النبي عيسى -عليه السلام- يدعو الله أن يجعل هذه المائدة نعمة ورحمة وبركة لهم، لا نقمة.
وعندما استقرت المائدة أمام النبي عيسى، كانت مغطاة بمناديل، وكشف عيسى -عليه السلام- الغطاء عن المائدة وبدأ بالدعاء قائلاً “بسم الله خير الرازقين”
مكونات مائدة عيسى
تألفت المائدة التي أنزلها الله للحواريين من سبع حيتان بحرية وسبع من الأرغفة، ويُقال أنها احتوت أيضًا على الخل والرمان، بالإضافة إلى فاكهة وثمار ذات رائحة زكية.
القوم يأكلون من المائدة
حث النبي عيسى -عليه السلام- الحواريين على تناول الطعام منها، لكنهم رفضوا حتى يأكل هو أولاً.
فأجابهم عيسى فأكل منها عندما امتنعوا، وأمر النبي عيسى أن يأكل منها الفقراء، والمرضى، ومن لديهم عاهة، وكان عددهم أكثر من 1300 شخص.
وكان يتبع النبي عيسى في الصحراء أكثر من ألف شخص، من بينهم أصحابه، المرضى الذين يطلبون دعاءه، والبعض الذين يتبعونه للسخرية منه.
تناولوا جميعًا من المائدة، فشفي المرضى، وتحسن حال من بهم عاهات، وغنى الفقراء، وندم المستهزئون الذين لم يأكلوا من المائدة بعد مشاهدتهم لهذه المعجزات.
وبعد أن انتهى الناس من الأكل، صعدت المائدة مرة أخرى إلى السماء وهم يشاهدونها ترتفع.
دروس من مائدة عيسى عليه السلام
يستفاد من قصة مائدة عيسى عليه السلام الكثير من الدروس والعبر التي ينبغي أن تكون درسا لنا في حياتنا من هذه الدروس:
الإيمان بقدرة الله
تُظهر القصة قدرة الله -عز وجل- على كل شيء، حيث استجاب لطلب الحواريين بإنزال المائدة من السماء.
أهمية الصبر والثقة بالله
يتجلى في القصة أهمية الصبر وعدم الإلحاح في الطلب من الله، كما فعل الحواريون حين طلبوا المائدة.
التواضع والزهد
يُعلمنا نبي الله عيسى -عليه السلام- الزهد والتواضع، حيث رفض أن يأكل من المائدة قبل الحواريين.
الرحمة والبركة للمحتاجين
القصة تُبرز أهمية مساعدة المحتاجين والفقراء، حيث أُمر بأن يأكل من المائدة المرضى والفقراء قبل غيرهم.
الشفاء الإلهي
تُظهر القصة كيف أن الشفاء يأتي من الله، كما حدث للمرضى والمصابين بعاهات الذين تناولوا من المائدة.
التحذير من السخرية والاستهزاء بأمور الدين
تُشير القصة إلى عاقبة الذين استهزؤوا ولم يأكلوا من المائدة، مما يُعد تحذيرًا من السخرية بأمور الدين.
التوكل على الله والاعتماد عليه
تعلمنا القصة أهمية الاعتماد على الله والتوكل عليه في كل الأمور.
الندم وأهمية الفرص الثمينة
يُظهر ندم المستهزئين الذين لم يأكلوا من المائدة أهمية عدم تفويت الفرص الثمينة في الحياة وخصوصاً تلك التي تتعلق بالإيمان والتقرب إلى الله.
للاطلاع على المزيد:
- قصة قابيل و هابيل ابني آدم
- قصة صاحب الجنتين والدروس المستفادة منها
- قصة أصحاب الكهف من خلال سورة الكهف
- قصة الخمر أمُّ الخبائث