عبد الرحمن بن عوف، شخصية مرموقة في التاريخ الإسلامي، يُعد مثالاً يحتذى به في الجمع بين الثروة والإيمان العميق.
مولد عبد الرحمن بن عوف
ولد عبد الرحمن بن عوف في مكة بعد عام الفيل بعشر سنوات، فقد ولد سنه 43 قبل الهجرة وسنة 581 ميلاديا، فهو أصغر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعشر سنوات .
اسمه ونسبه وعائلته
اسمه هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر…
وأمه هي الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر … وكان له اخ هوالأسود بن عوف ….
زوجات عبد الرحمن بن عوف هن: أم كلثوم بنت عتبة بن ربيعة، وأم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وتماضر بنت الأصبغ، ….
وابنائه هم: سالم الأكبر، وسالم الأصغر، وأم القاسم، ومحمد، وإبراهيم، وإسماعيل، وأمة الرحمن الكبرى، وعبد الله، وأمة الرحمن الصغرى…
إسلام عبد الرحمن بن عوف
إسلام عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- يُعتبر من المحطات الهامة في تاريخ الإسلام لقد كان من السابقين الأولين إلى الإسلام، حيث اعتنق الدين الإسلامي تحت تأثير ودعوة أبي بكر الصديق، الذي كان معروفًا بحسن سيرته ومكانته كتاجر محبوب في قومه.
لقد أسلم عبد الرحمن بن عوف في سن الثلاثين، وذلك قبل دخول النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم.
وكان اسمه قبل الإسلام إما عبد عمرو أو عبد الحارث أو عبد الكعبة، وبعد إسلامه، غير النبي -صلى الله عليه وسلم- اسمه إلى عبد الرحمن. أسلم معه أيضًا أخوه الأسود بن عوف.
هاجر عبد الرحمن بن عوف هجرتين، وكان من الذين بشرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، وهو بذلك من العشرة المبشرين بالجنة. شهد بدرًا وشارك في كافة المعارك إلى جانب النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقد آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين سعد بن الربيع الخزرجي، وبعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى دومة الجندل، حيث فتح الله عليه وتزوج بنت ملكهم، تماضر بنت الأصبغ الكلبي، التي أصبحت أم أبي سلمة بن عبد الرحمن.
بعد وفاة عمر بن الخطاب كان عبد الرحمن بن عوف واحدا من مجلس الشورى الذي تم تشكيله لاختيار الخليفة التالي.
تبرز هذه الأحداث حياة عبد الرحمن بن عوف كمثال للإخلاص والتفاني في سبيل الإسلام ودوره البارز في تشكيل التاريخ الإسلامي.
بعض صفات عبد الرحمن بن عوف
عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- كان يتمتع بصفات نبيلة ومميزة جعلته أحد الشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي. وإليكم تفصيل بعض من هذه الصفات:
عفة عبد الرحمن بن عوف
تجلى مثال عفته عندما آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين سعد بن الربيع. حيث عرض سعد تقاسم ماله وزوجاته مع عبد الرحمن، لكنه رفض بلباقة واكتفى بطلب الإرشاد إلى السوق ليعمل بالتجارة، مؤكدًا بذلك على استقلاليته واعتماده على نفسه.
مهارة عبد الرحمن بن وعوف في التجارة
عرف عبد الرحمن بن عوف بمهاراته التجارية الفائقة، بمجرد انخراطه في التجارة بالمدينة المنورة، حقق أرباحاً كبيرة وأصبح من الأغنياء، ما يدل على براعته ونجاحه في هذا المجال.
شجاعة عبد الرحمن بن عوف
كان يُعرف بشجاعته وإقدامه في المعارك، حيث شارك في العديد من المعارك الإسلامية وكان مقاتلاً بارعاً، لا يفر ولا يخشى الأعداء.
جود عبد الرحمن بن عوف وكرمه
يُروى أن عبد الرحمن بن عوف تصدق بنصف ماله، والذي قُدر بأربعة آلاف دينار، وهو ما يعكس سخاءه وكرمه الشديدين.
تواضع عبد الرحمن بن عوف وزهده
بالرغم من ثروته الكبيرة، كان عبد الرحمن بن عوف مثالاً للتواضع والزهد، فقد كان يمشي بين مماليكه دون أن يُعرف بينهم، نتيجة لتقشفه وتواضعه.
كل هذه الصفات تجعل من عبد الرحمن بن عوف شخصية فريدة ومثالًا يُحتذى به في التاريخ الإسلامي، مُبرزًا كيف يمكن للإنسان أن يجمع بين النجاح في الدنيا والارتقاء في الأخلاق والروحانية
وفاة عبد الرحمن بن عوف
لقد توفي عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- سنة 31 هجرية و قيل 32 هجرية في المدينة المنورة، وكان عمره حين وفاته خمس وسبعين سنة، وقد دفن بالبقيع وصلى عليه عثمان وكان قد أوصى بذلك.
للاطلاع على المزيد: