الصراع بين الحق والباطل أمر مستمر منذ أن خلق الله البشر والحق يمثله أتباع الله من الأنبياء والمؤمنين بهم، والباطل يمثله حزب الشيطان.
خروج موسى وقومه من مصر
أثناء هروب موسى -عليه السلام- والمؤمنون معه، من فرعون وجنوده خوفا من بطشهم بهم تبعهم فرعون وجنوده عن كثب، ووجد موسى وقومه البحر أمامهم وفرعون وجنوده من خلفهم فإما أن يموتوا غرقا في البحر وإما أن يموتوا قتلا على يد فرعون ومن معه، وهنا أدرك قوم موسى انهم اموات لا محالة.
قال الله: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)
يقين موسى في نصر الله
لما أيقن قوم موسى بالهلاك وقالوا: (إنا لمدركون) رد عليهم نبي الله موسى بأن الله سينجيهم من عدوهم ويهديهم للطريق الذي يتخلصون به من هذا اموت المحقق فقال في ثقة ويقين: (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)
فأمره بأن يقوم بضرب البحر بعصاه، فبفضل القدرة الإلهية، انفلق البحر وأُتيح في وسطه طريق ليمر منه موسى وقومه، وكان هذا الحدث كان من المعجزات الباهرة التي أيد الله بها نبيه موسى عليه السلام.
وعندما مرّ موسى -عليه السلام- ومن معه من البحر وخرجوا منه، دخل فرعون وجنده إلى البحر بالكامل؛ فأمرّ الله -تعالى- البحر فانطبق عليهم وعاد إلى حاله الأصلية، فبذلك نجّى الله -تعالى- موسى -عليه السلام- وبني إسرائيل من فرعون وجنده وأغرقهم جميعاً.
قال الله: (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ).
هل آمن فرعون؟
أثناء غرق فرعون، نطق بالشهادة وقال ما حكاه القرآن: (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) .
ومع ذلك، لم تكن توبته وإيمانه في تلك اللحظة مقبولة أو نافعة له، فالعلماء فسروا سبب رفض توبة فرعون بعدة عوامل، منها أن إيمانه جاء بعد أن حل به العذاب وبدأ الغرق، وهي لحظة لا تُقبل فيها التوبة. كذلك، سبب آخر يعود إلى أن فرعون قال هذا الكلام سعياً لتخليص نفسه من العذاب، تماماً كما كان يفعل في الماضي عندما كان يستجدي موسى -عليه السلام- لرفع البلايا عنه.
ما يستفاد من قصة فرعون
قصة هلاك فرعون فيها الكثير من الدروس والعبر التي تبين لنا أن صاحب الملك وصاحب الأمر في هذا الكون هو الله وحده.
عاقبة الطغيان
فرعون كان مثالًا للطغيان والكبرياء، وقصته تُظهر أن عاقبة الظلم والتجبر هي الهلاك.
أهمية الإيمان الصادق
إيمان فرعون جاء في وقت الغرق وعندما رأى الموت ولم يُقبل لأنه كان غير صادق، وهذا يعلمنا أن التوبة لها شروط حتى تكون مقبولة .
لا يُقبل الإيمان عند رؤية العذاب
توضح القصة أن الإيمان يجب أن يأتي قبل رؤية علامات العذاب الواضحة أو الموت.
قدرة الله المطلقة
تبرز القصة قدرة الله على نجدة المظلومين وإهلاك الظالمين، بغض النظر عن قوتهم.
أهمية الاستجابة للنذر والتحذيرات
فرعون تجاهل التحذيرات المتكررة من موسى -عليه السلام- والآيات التي أرسلها الله، مما أدى إلى هلاكه.
الفرص الضائعة للتوبة
يُعتبر فرعون مثالاً على من أضاع فرص التوبة حتى لم تعد ممكنة عندما حل به العذاب.
الموت يأتي بغتة
تعلمنا القصة أن الموت يمكن أن يأتي فجأة، وعلى الإنسان أن يكون دائمًا مستعدًا له بالأعمال الصالحة والإيمان.
للاطلاع على المزيد: