حاتم الطائي هو شخصية تاريخية مشهورة في الثقافة العربية، وهو معروف بكرمه وشجاعته وحكمته. وعاش حاتم في العصر الذي يسبق الإسلام، ويرجع معظم ما نعرفه عنه إلى القصص التي تُروى عنه.
قصة موجزة عن حياته
ولد حاتم في نجد في شبه الجزيرة العربية، وكان من قبيلة طيء، لقد كان معروفًا في عصره وبين قبائل البدو الأخرى بكرمه الذي لم يعرف حدودًا.
كان يذهب إلى أبعد الحدود ليساعد الغرباء ويقدم الضيافة والمساعدة لكل من يحتاج.
تزوج حاتم الطائي من امرأتين: الأولى: زوجته نوار. والثانية: ماوية بنت عفير، وكانت ملكة مشهورة فأرسلت حاشيتها ليحضروا لها أجمل رجل عربي، فجاءها حاتم الطائي وحدث بينهما قصة لا تنسى انتهت بزواجه منها بعد ما توفت زوجته الأولى.
وكان لحاتم الطائي ثلاثة أبناء؛ وهم عبد الله، وعدي، وسفانة، وكان عبد الله وأخته سفانة أبناء زوجته نوار، وكان عدي ابن زوجته ماوية بنت عفير
قصة ملك يزور حاتم الطائي
من بين القصص الشهيرة التي تروى عن حاتم الطائي، قصة ملك زار حاتم تحت ستار البحث عن الضيافة ولكن الهدف الحقيقي هو اختبار كرم حاتم، بمجرد وصول الملك، يقوم حاتم بذبح أفضل خيوله لتقديم وجبة طعام لضيفه؛
لأنه لم يكن هناك طعام آخر متاحًا في تلك اللحظة، وهذا يُظهر مدى التضحية التي كان يستعد حاتم للقيام بها من أجل مبادئه.
قصة خاتم حاتم الطائي
يُقال إن رجلاً جاء إلى حاتم في يوم شتاء بارد وطلب منه خاتمه فاستجاب حاتم لطلبه وأعطاه خاتمه كضمانة للرجل ليأخذ ما يحتاجه من السوق، مؤكدًا على أن يعود الخاتم له.
وعندما عاد الرجل ليعيد الخاتم، قال له حاتم أنه لا يحتاج إليه وأنه قد أهداه إياه.
قصة ابنة حاتم الطائي
عندما توفي حاتم، كانت ابنته تميمة تعيش في فقر، وذهبت إلى أحد الحكام وطلبت المساعدة، وعندما سألها الحاكم عن هويتها، قالت أنها ابنة حاتم الطائي.
فقال لها الحاكم: “إذا كنت ابنة حاتم، فاكسري هذه الجواهر ووزعيها على الفقراء”. وفعلت تميمة ذلك دون تردد، وأدهشت الحاكم بكرمها الذي ورثته عن والدها.
قصة رجل غريب مع حاتم الطائي
يروى أنه في أحد الأيام، طلب رجل الحصول على بعض الطعام من حاتم، فأجابه حاتم بأنه لا يوجد شيء في المنزل.
فبدأ الرجل بالبكاء وقال إنه جائع، فقام حاتم بقطع جزء من ثوبه وأعطاه للرجل، قائلاً: “خذ هذا وبعه، واشتر ما تحتاج إلى أكله، فلا أجد حالياً ما أقدمه لك”.
عجائب كرم حاتم الطائي
حكي أن ملكان ابن أخي ماوية قال: قلت لها يوما: يا عمة حدثيني ببعض عجائب حاتم وبعض مكارم أخلاقه، فقالت:
يا ابن أخي أعجب ما رأيت منه أصابت الناس سنة أذهبت الخف والظلف، وقد أخذني وإياه الجوع وأسهرنا، فأخذت سفانة، وأخذ عديا، وجعلنا نعللهما حتى ناما، فأقبل عليّ يحدثني ويعللني بالحديث حتى أنام، فرفقت به لما به من الجوع، فأمسكت عن كلامه لينام، فقال لي: أنمت؟ فلم أجبه.
فسكت ونظر في فناء الخباء، فإذا شيء قد أقبل، فرفع رأسه، فإذا امرأة فقال: ما هذا؟ فقالت: يا أبا عدي أتيتك من عند صبية يتعاوون كالكلاب أو كالذئاب جوعا، فقال لها:
أحضري صبيانك، فوالله لأشبعنهم، فقامت سريعة لأولادها، فرفعت رأسي وقلت له يا حاتم: بماذا تشبع أطفالها، فو الله ما نام صبيانك من الجوع إلا بالتعليل، فقال:
والله لأشبعنك وأشبعن صبيانك وصبيانها، فلما جاءت المرأة نهض قائما، وأخذ المدية بيده وعمد إلى فرسه، فذبحه، ثم أجج نارا ودفع إليها شفرة، وقال:
قطعي واشوي وكلي واطعمي صبيانك، فأكلت المرأة وأشبعت صبيانها، فأيقظت أولادي وأكلت وأطعمتهم، فقال:
والله إن هذا لهو اللؤم تأكلون وأهل الحي حالهم مثل حالكم، ثم أتى الحي بيتا بيتا يقول لهم انهضوا بالنار، فاجتمعوا حول الفرس، وتقنّع حاتم بكسائه وجلس ناحية، فو الله ما أصبحوا وعلى وجه الأرض منها قليل ولا كثير إلا العظم والحافر، ولا والله ما ذاقها حاتم، وإنه لأشدهم جوعا.المستطرف في كل فن مستظرف
هذه القصص وغيرها جعلت من حاتم الطائي رمزًا للكرم والشهامة في الثقافة العربية، رغم أن بعض هذه القصص قد تكون مبالغًا فيها أو منقولة بأساليب الحكايات الشعبية، فإنها تظل تعكس قيماً ثقافية عميقة تتمثل في الكرم والضيافة والشجاعة التي تحترمها الثقافة العربية التقليدية.
للاطلاع على المزيد: