تعرفوا معنا على قصة بئر زمزم وكيف حافظت مياهه على نقائها منذ عهد نبي الله إبراهيم -عليه السلام- حتى الآن.
ولماذا يتوافد المسلمون من أرجاء العالم نحو مكة ليرووا عطشهم من أفضل ماء على وجه الأرض؟
ماء زمزم
لا يغادر زائر لمكة المكرمة إلا ومعه زجاجة من ماء زمزم، يحرص على توزيعها على الأهل والمقربين، ويتلهف كل مسلم لاقتنائها، ففيها شفاء من الأمراض.
فما القصة وراء هذا البئر المبارك، ومياهه النقية الطاهرة التي ظلت متدفقة عبر العصور؟
ما هي قصة بئر زمزم؟
تُروى قصة بئر زمزم في إطار حكاية نبي الله إسماعيل ووالدته السيدة هاجر المصرية، حيث أحضرهما نبي الله إبراهيم من بلاد كنعان، والتي تُعرف اليوم بفلسطين، إلى أرض مكة.
كانت تلك الأرض آنذاك خالية من الزراعة والمياه، وإسماعيل كان لا يزال رضيعًا في أحضان أمه هاجر، التي تحملت الأمر بصبر. وإيمان،
وكانت السيدة هاجر جارية لسارة زوج نبي الله إبراهيم -عليه السلام-، حيث اصطحباها معهما عند خروجهما من مصر عندما أهداها ملك مصر لسارة.
ثم توجه الثلاثة نحو أرض فلسطين واستوطنوا بها، ومع تقدم سارة في العمر وإيقانها بأنها لن تستطيع تلبية أمنية نبي الله إبراهيم بإنجاب طفل، قدمت له هاجر ليرزقه الله منها الولد وقد رزق الله إبراهيم بإسماعيل من هاجر.
ذكر قصة إسماعيل في القرآن
يذكر القرآن الكريم قصة نبي الله إسماعيل مع أبيه إبراهيم في سورة الصافات فقال الله:
(وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ *
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ *
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ).
قصة الصفا والمروة وماء زمزم
أمر الله تعالى نبيه إبراهيم -عليه السلام- أن يترك زوجته هاجر وابنه الرضيع إسماعيل في صحراء مكة، حيث لا زرع ولا ماء.
وبعد أن نفذ ما لديها من مؤونة، بدأت هاجر في البحث عن الماء لابنها الرضيع الذي صار يتلوى من شدة العطش.
لكنها لم تيأس وتوكلت على الله، وركضت هاجر بين جبلي الصفا والمروة سبع مرات، تبحث عن الماء أو أي علامة لوجود الماء.
في نهاية بحثها ويأسها من وجود الماء، وجدت الماء يتفجر من تحت قدم إسماعيل، حيث أرسل الله جبريل فضرب الأرض بجناجه فانفجرت بالماء فاغترفت منه بيديها وشربت وأرضعت طفلها.، وجعلت تجمع الماء بيديها لئلا يسيل في الوادي.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم) أو قال: (لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا)[البخاري]
من أول من شرب من ماء زمزم؟
منذ ظهور بئر زمزم، كانت هاجر وطفلها هي أول من ارتوى من مائها، وهو الأمر الذي مكّنها من البقاء والاستقرار في مكة مع ابنها إسماعيل.
قبيلة جرهم
أثناء مرور قبيلة جرهم بالقرب من الوادي، لاحظوا الطيور تحلق حول المنطقة مما أشار إلى وجود ماء فاتجهوا نحو الوادي واكتشفوا الماء.
فطلبت القبيلة الإذن من أم إسماعيل للإقامة بالقرب من الماء، ووافقت بشرط ألا يكون لهم حق في الماء ووافقت القبيلة واستوطنت بجانبها، وترعرع إسماعيل بينهم وتزوج منهم.
وتحول الوادي تدريجيًا إلى نقطة جذب للقبائل، وعلى مسافة قريبة منه تم بناء الكعبة حيث قام إبراهيم وابنه إسماعيل بوضع قواعد هذا البيت.
سبب تسمية بئر زمزم بهذا الاسم
عندما فجّر الله -تعالى- ماء زمزم من تحت قدمي نبي الله إسماعيل عندما كان رضيعًا، قالت والدته هاجر “زُمّي” أو “زُمّي زُمّي” وهي تحاول احتواء الماء وجمعه حتى لا يتشتت ويضيع، مما يعني “توقفي” أو “تجمعي” باللغة العربية، ومن هنا جاء الاسم “زمزم”.
للاطلاع على المزيد: