كما أن الله جعل للزوج حقوقا على زوجته كذلك جعل للزوجة حقوقا على زوجها، فكل من الزوج والزوجة له حقوق وعليه واجبات، فلا يمكن لأحدهما أن يأخذ حقه دون ان يؤدي ما عليه من واجبات.
إعطاء الزوج لزوجته من وقته
من حق الزوجة على زوجها أن يقتطع لها من وقته وأن يجلس معها ويحدثها ولا ينقطع عن الكلام معها بحجة كثرة مشاغله، فعن عائشة -رضي الله عنها-:
(أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى فإن كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع حتى يؤذن بالصلاة)[البخاري].
حسن المعاملة والمعاشرة
أوجب الشرع على الرجل أن يحسن معاملته لزوجته فلا يستغل قوته في إيذائها وإنما يشعرها أن قوته لحمايتها وراحتها، عن عائشة قالت:
(ما ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا قط بيده، ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله -عز وجل-)[مسلم].
إعفاف الزوجة
يجب على الزوج أن يقوم بالواجب الذي عليه تجاه زوجته من المعاشرة الزوجية حتى يعفها عن الحرام فلا ينشغل بالعبادة عن أداء هذا الواجب الذي عليه،
عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما– قال: قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار) قلت: إني أفعل ذلك قال: (فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عينك نفهت نفسك وإن لنفسك حقا، ولأهلك حقا، فصم وأفطر وقم ونم)[البخاري].
حفظ سر الزوجة
يجب على الزوج أن يحفظ ما يكون بينه وبين زوجته من المعاشرة فإن هذا من الأسرار التي يجب أن تنسى خارج البيت فلا تذكر، وأن تنسى بعد فعلها فلا تنشر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضى إليه ثم ينشر سرها)[مسلم].
ذكر الزوج لحسنات زوجته
كذلك من حق الزوجة على زوجها ألا يذكر أسوأ ما فيها بحيث لا يذكر غيره وإنما ينبغي أن يذكر ما لها من حسنات كما يذكر السيئات، فإذا كره منها شيئا يذكر ما يرضيه عنها، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يفرك [يبغض] مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر)[مسلم].
حل المشكلات داخل البيت
الرجل العاقل هو الذي لا ينشر بين الناس ما بينه وبين زوجته من مشكلات وإنما يجعل هذا في حدود بيته لا يتجاوزه فلا يهجر إلا في البيت، عن معاوية القشيري قال: يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال:
(أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت -أو اكسبت- ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت)[أبو داود].
وفاء الزوج لزوجته بعد موتها
من قيم الزواج النبيلة الوفاء للزوجة بعد موتها، فقد ضرب لنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أروع الأمثلة في هذا،
فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ما غرت على نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا على خديجة، وإني لم أدركها قالت:
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ذبح الشاة فيقول: (أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة)
قالت: فأغضبته يوما فقلت خديجة؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إني قد رزقت حبها)[مسلم].