فضل جند الشام على غيرهم من أجناد الأرض

وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- جند الشام وبين فضلهم على غيرهم بأنهم خير أجناد الأرض، وبين لنا رسول الله أن عقر دار المؤمنين الشام.

جند الشام خير الأجناد

عن ابن حوالة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (سيصير الأمر إلى أن تكونوا ‌جنودا ‌مجندة جند بالشام، وجند باليمن، وجند بالعراق)

قال ابن حوالة: خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك، فقال: (عليك بالشام، فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم، فعليكم بيمنكم، واسقُوا من غُدُرِكم، فإن الله توكل لي بالشام وأهله)[أبو داود]

والمعنى أن رسول الله أخبر أنهم سيصيرون فرقا ثلاثا من الجنود وهم من يقاتلون الأعداء: فرقة تقصد الشام، وأخرى تقصد اليمن، والثالثة تقصد العراق.

فطلب ابن حوالة من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يختار له واحدا من تلك الجنود يلزمه ويقاتل معه، فاختار له رسول الله جند الشام؛ لأن الشام هي الأرض المختارة من الله، وهي الأرض التي يجتمع فيها خيار الناس من عباد الله.

فإذا أبيتم وهذا محمول على التأنيب فإن لم تخرجوا للشام فعليكم باليمن، وأضاف اليمن إليهم لأن المخاطبين هم العرب واليمن من أرض العرب.

واسقوا من الغُدُر وهي الحفرة التي يقف فيها الماء والمعنى: أي ليسق كل واحد من غديره الذي اختص به ولا يزاحم غيره وبخاصة أهل الثغور الذين يحتاجون الماء لشربهم ولسقي الدواب، وفي ذلك نهي عن التزاحم الذي ربما ترتب عليه الخلاف والنزاع والفتن.

فإن الله قد تكفل بالشام أي بحفظهم من بأس الكافرين وفوض أمرهم إلى نفسه.

 

لا يزول الخير من أهل الشام

عن معاوية بن قرة، عن أبيه قرة بن إياس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا ‌فسد ‌أهل ‌الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة)[الترمذي]

الطائفة التي لا تزال قائمة على الحق منصورة ومؤيدة من الله هم الفئة المرابطة بثغور الشام، لا يضرهم من خذلهم وترك معاونتهم ضد عدوهم فهم قوم وطنوا أنفسهم على إحدى الحسنيين إما نصر في سبيل الله وإما شهادة في سبيل الله، فمن أيدهم فقد ربح ومن خذلهم فقد خسر.

وهذا يؤيده حديث ‌ثوبان قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك)[مسلم]

عقر دار المؤمنين الشام

وصف رسول الله بأن الشام هي عقر دار المؤمنين قال ابن الأثير: كأنه أشار به إلى وقت الفتن أي يكون الشام يومئذ آمنا منها، وأهل الإسلام به أسلم.

عن سلمة بن نفيل أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني سئمت الخيل، وألقيت السلاح، ووضعت الحرب أوزارها قلت: لا قتال.

فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الآن جاء القتال، لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الناس، يزيغ الله قلوب أقوام فيقاتلونهم، ويرزقهم الله منهم،

حتى يأتي أمر الله -عز وجل- وهم على ذلك، ألا إن عقر دار المؤمنين الشام، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)[أحمد حديث حسن]

قول الإمام ابن تيمية في أهل الشام

قال الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: “والنبي -صلى الله عليه وسلم- ‌ميز ‌أهل ‌الشام ‌بالقيام ‌بأمر ‌الله ‌دائما إلى آخر الدهر.

وبأن الطائفة المنصورة فيهم إلى آخر الدهر، فهو إخبار عن أمر دائم مستمر فيهم مع الكثرة والقوة وهذا الوصف ليس لغير الشام من أرض الإسلام.

فإن الحجاز -التي هي أصل الإيمان نقص في آخر الزمان: منها العلم والإيمان والنصر والجهاد وكذلك اليمن والعراق والمشرق.

وأما الشام فلم يزل فيها العلم والإيمان ومن يقاتل عليه منصورا مؤيدا في كل وقت فهذا هذا والله أعلم”.

للاطلاع على المزيد:

Exit mobile version