شرح معاني أسماء الله الحسنى (المبين والأول والآخر والظاهر والباطن)
من الصفات التي دلت عليها أسماء الله الحسنى أنه هو الذي بين لعباده طريق الهدى والرشاد، وأن الله هو الأول الذي ليس قبله شيء.
معنى اسم الله المبين
المبين اسم فاعل للموصوف بالإبانة، فهو سبحانه وتعالى المبين لعباده سبيل الرشاد، والموضح لهم الأعمال التي يستحقون الثواب على فعلها والأعمال التي يستحقون العقاب عليها.
وبين الله لعباده ما يجب عليهم أن يفعلوه وما يجب عليهم أن يتركوه، وقد سمى الله نفسه بذلك فقال: (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ).
معنى اسم الله الأول
الأول هو اسم يدل على أن كل ما عدا الله حادث كائن بعد أن لم يكن، ويوجب للعبد أن يلحظ فضل الله في كل نعمة أنعم بها عليها، وأولية الله سابقة على أولية كل ما سواه.
وقد سمى الله نفسه بالأول فقال: (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
وفسر النبي -صلى الله عليه وسلم- معنى الأول فقال: (اللهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَليْسَ قَبْلكَ شيء).
معنى اسم الله الآخر
الآخر من أسماء الله ومعناه المتصف بالبقاء والآخرية فهو الآخر الباقي بعد فناء خلقه، الدائم بلا نهاية ليس بعده شيء، فآخرية الله ثابتة بعد آخرية كل ما سواه.
قال الله تعالى: (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم).
وفسر النبي -صلى الله عليه وسلم- معنى الآخر فقال: (وأنت الآخرُ فليس بعدك شيء)
قال ابن القيم في طريق الهجرتين وباب السعادتين: ” فأحاطت أوليتُه وآخريتُه بالقبل والبعد، فكلُّ سابق انتهى إلى أوليته، وكلُّ آخر انتهى إلى آخريته؛ فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر…
وما من أوَّل إلا واللَّه قبله، وما من آخر إلا واللَّه بعده: فالأوَّل قِدَمه، والآخِر دوامه وبقاؤه”.
معنى اسم الله الظاهر
الظاهر اسم يدل على عظمة صفات الله تعالى واضمحلال كل شيء عند عظمته من ذوات وصفات على علوه.
وهو اسم يدل على صفة العلو المطلق فهو الذي ظهر بحججه الباهرة وبراهينه النيرة.
وظاهريته سبحانه فوقيته وعلوه على كل شيء.
وقد فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- معنى الظاهر فقال: (وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَليْسَ فَوْقَكَ شيء)
معنى اسم الله الباطن
الباطن هو اسم يدل على اطلاعه على السرائر والضمائر والخبايا والخفايا ودقائق الأشياء كما يدل على كمال قرب الله ودنوه من عباده.
والباطن هو المحتجب عن أبصار الخلق الذي لا يدركه الخلق بتصور الكيفية لعجزهم لا لعدم وجودها، فهو الذي احتجب عن أبصار الناظرين مع تجليه لبصائر المؤمنين.
وقد سمى الله نفسه بالباطن فقال: (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم).
وقد فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الاسم فقال: (وَأَنْتَ البَاطِنُ فَليْسَ دُونَكَ شيء)
قال ابن القيم في طريق الهجرتين: ” وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكلِّ ظاهر وباطن، فما من ظاهر إلا اللَّه فوقه، وما من باطن إلا واللَّه دونه… والظاهر علوه وعظمته، والباطن قربه ودنوه”.
للاطلاع على المزيد:
- ما هي أسماء الله الحسنى؟ وما الدليل عليها؟ وما عددها؟
- شرح أسماء الله الحسنى (الشهيد والقاهر والمعطي والمالك والحق)
- آداب الرؤى والأحلام وتفسير الأحلام
- شرح معاني أسماء الله الحسنى (المالك والسميع والبصير والخبير)
- شرح أسماء الله الحسنى (الصمد والسيد والحي والقيوم)