صور من رحمة النبي بالحيوان
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان رحمة للناس جميعا مؤمنهم وكافرهم ورحمة بالإنس والجن، ورحمة بالجماد والحيوان.
الراحمون يرحمهم الرحمن
لقد بين لنا رسول الله فضل الرحمة أنها مما يجلب رحمة الله، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك و تعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)[أبو داود]
رحمة النبي بالقطط
أمرنا رسول الله بالرحمة بالقطط وبين أن مثلها كمثل الخدم والعبيد الذين يطوفون بنا من أجل أن نقضي لهم حاجتهم.
عن كبشة بنت كعب بن مالك، وكانت تحت ابن أبي قتادة، أن أبا قتادة دخل فسكبت له وضوءا، فجاءت هرة فشربت منه، فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كبشة: فرآني أنظر إليه، فقال: أتعجبين يا بنت أخي؟ فقلت: نعم.
فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنها ليست بنجس، إنها من الطوافين عليكم والطوافات)[أبو داود]
حرمة تعذيب القطط
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)[البخاري]
صور من رحمة النبي بالحيوان
عن عبد الله بن جعفر قال: ركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بغلته، وأردفني خلفه، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا تبرز كان أحب ما تبرز فيه هدف يستتر به، أو حائش نخل.
فدخل حائطا لرجل من الأنصار، فإذا فيه ناضح له، فلما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- حن وذرفت عيناه.
فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمسح ذفراه وسراته، فسكن فقال: (من رب هذا الجمل؟) فجاء شاب من الأنصار، فقال: أنا.
فقال: (ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكاك إلي وزعم أنك تجيعه وتدئبه).
ثم ذهب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحائط فقضى حاجته، ثم توضأ، ثم جاء والماء يقطر من لحيته على صدره،
فأسر إلي شيئا لا أحدث به أحدا، فحرجنا عليه أن يحدثنا، فقال: لا أفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره حتى ألقى الله)[أحمد]
رفق النبي بالجمال
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا سافرتم في الخصب، فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في السنة، فأسرعوا عليها السير، وإذا عرستم بالليل، فاجتنبوا الطريق فإنها مأوى الهوام بالليل)[مسلم]
جزاء من رحم الكلاب
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (بينا رجل يمشي، فاشتد عليه العطش، فنزل بئرا فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، ثم رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له).
قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: (في كل كبد رطبة أجر)[البخاري]
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بينما كلب يطيف بركية [بئر]، قد كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها [خُفَّها]، فاستقت له به، فسقته إياه، فغفر لها به)[البخاري]
حرمة تعذيب البهائم
عن سعيد بن جبير ـرضي الله عنهـ قال : ( مَرَّ عبد الله بن عمر ـرضي الله عنهماـ بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم ، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا.
فقال ابن عمر : من فعل هذا؟، لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا )[مسلم].
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : أنه دخل على يحيى بن سعيد وغلام من بني يحيى رابط دجاجة يرميها ، فمشى إليها ابن عمر حتى حلها، ثم أقبل بها وبالغلام معه، فقال : ازجروا غلامكم عن أن يصبر هذا الطير للقتل، فإني سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – نهى أن تصبر بهيمة أو غيرها للقتل)[البخاري].
رحمة النبي بالطيور
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال : كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر فانطلق لحاجته، فرأينا حُمرَة [طائر صغير] معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تُعَرِّشُ [ترفرف بجناحيها] فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : ( من فجع هذه بولدها؟، ردوا ولدها إليها)[أبو داود ]
النهي عن المثلة بالحيوان
من صور رحمة النبي ـصلى الله عليه وسلمـ بالحيوان نهيه عن المُثْلة بالحيوان، وهو قطع قطعة من أطرافه وهو حي، ولعَن من فعل ذلك.
عن ابن عمر ـرضي الله عنهماـ : (أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لعن من مَثَّل بالحيوان)[البخاري].
وعن جابر -رضي الله عنه- : (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مر عليه حمار قد وُسِمَ [كوي] في وجهه، فقال : لعن الله الذي وسمه)[مسلم].
رحمة البهائم عند ذبحها
من صور الرحمة التي أمرنا بها رسول الله عند ذبح البهائم أن نحد الشفرة التي نذبح بها حتى لا نعذب الحيوان، وألا نذبح حيوانا أمام حيوان آخر لئلا يتعذب بمشهد الذبح.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته)[مسلم].
وعن معاوية بن قرة عن أبيه -رضي الله عنه- أن رجلا قال : يا رسول الله إني لأذبح الشاة وأنا أرحمها، فقال: (والشاة إن رحمتها رحمك الله)[أحمد].
وعن ابن عباس ـرضي الله عنهماـ أن رجلا أضجع شاة وهو يحد شفرته، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- : (أتريد أن تميتها موتات، هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها)[الحاكم]
للاطلاع على المزيد:
- الرفق وتخير الوقت المناسب للنصح والتوسط في تربية الأبناء
- معاملة النبي للأطفال ورحمته بهم، تعرف على ذلك