المواطنة وما يترتب عليها من واجبات
المواطنة مشتقة من الوطن وهو المكان الذي يقيم فيه الإنسان، سواء ولد فيه أم لم يولد، وتوطن الإنسان مكانا أي اتخذه وطنا ومستقرا.
مفهوم المواطنة اصطلاحا
المواطنة هي علاقة متبادلة بين الأفراد والدولة التي ينتمون إليها، فيقدمون لها الولاء مقابل الحصول على حقوقهم المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ونستطيع أن نقول هي علاقة الحقوق والواجبات، فالأفراد لها حقوق مقابل واجبات يقومون بها وكذلك الدولة.
حقوق الدولة على الأفراد
من حقوق الدولة على الأفراد أن يكون ولاؤهم لدولتهم فلا يخونوا دولتهم بالولاء لغيرها مقابل منافع شخصية يحصلون عليها، ولا يثيرون التوتر ولا الفتنة بين الناس.
الولاء للوطن
من واجبات المواطنة ألا يخون المواطن أهله وبلده بالولاء لأعداء الله ورسوله، فقد أمر الله عباده بألا يكون ولاؤهم لأعداء الله، قال الله:
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ يُخۡرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمۡ أَن تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ رَبِّكُمۡ
إِن كُنتُمۡ خَرَجۡتُمۡ جِهَٰدٗا فِي سَبِيلِي وَٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِيۚ تُسِرُّونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَأَنَا۠ أَعۡلَمُ بِمَآ أَخۡفَيۡتُمۡ وَمَآ أَعۡلَنتُمۡۚ وَمَن يَفۡعَلۡهُ مِنكُمۡ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ)
وبين الله أن من يتولى أعداء الله بالولاية لهم والعداء للمسلمين فإنه لا يكون من المسلمين في شيء وإنما يكون من أعداء الله، قال الله: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ)
خيانة الله ورسوله
من يتحالف مع من يعادون الله ورسوله على حساب دينهم ودولتهم ومصلحة وطنهم يكونون قد خانوا الأمانة وفرطوا فيها قال الله: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوٓاْ أَمَٰنَٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ).
النهي عن موالاة الكافرين
من أجل الحفاظ على الوطن حرم الله على المؤمنين أن يكون ولاؤهم لأعداء الله وأوجب عليهم أن يكون ولاؤهم لله وللرسول وللمؤمنين فقال الله:
(لَّا يَتَّخِذِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ مِنۡهُمۡ تُقَىٰةٗۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ )
خيانة الوطن من صفات المنافقين
لا يمكن أن يكون صادقا من يوالي أعداء الله ويدعي أنه بذلك يخدم الإسلام ويحمي أهله؛ لأن موالاة الأعداء والعمل بأحكام الإسلام طريقان متوازيان لا يلتقيان.
فالموالون لأعداء الله هم حزب الشيطان، والعاملون بأحكام الإسلام هم حزب الرحمن قال الله: (ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ فَقَٰتِلُوٓاْ أَوۡلِيَآءَ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّ كَيۡدَ ٱلشَّيۡطَٰنِ كَانَ ضَعِيفًا).
فالمنافقون لم يسلموا رغبة في الإسلام وإنما أسلموا طمعا في الدنيا، فمن صفاتهم أنهم يتربصون بالمؤمنين ويتصيدوا لهم الأخطاء ليشنعوا عليهم، ويتهمونهم في دينهم ويجردونهم من إيمانهم ويدعون أنهم حماة الإسلام وحراس العقيدة، مع أن حالهم ظاهر للناس لكن لا يصدق قولهم إلا الذين في قلوبهم مرض.
قال الله: (تَرَىٰ كَثِيرٗا مِّنۡهُمۡ يَتَوَلَّوۡنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ لَبِئۡسَ مَا قَدَّمَتۡ لَهُمۡ أَنفُسُهُمۡ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَفِي ٱلۡعَذَابِ هُمۡ خَٰلِدُونَ )
للاطلاع على المزيد: