كثيرا ما نسعى في هذه الدنيا من أجل توفير الأمان لنا عن طريق المال أو الأولاد أو القوة المادية ونغفل عن الأمان الحقيقي وهو أن يأمن الإنسان من غضب الله وعقابه.
الأمن في الدنيا والآخرة
الذي يديم الأمن على الإنسان في الدنيا والآخرة هو أن يسير في طريق الطاعة لله خالق هذا الكون ومدبر أمره؛ لذلك طلب نبي الله إبراهيم من الله الأمن وأن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام، لن تلك العبادة لا تجلب لصاحبها الأمن في الآخرة.
قال الله: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ).
هل المظاهر المادية تضمن لنا الأمن؟
ليست المظاهر المادية المحسوسة وحدها هي التي تحفظ للناس أمنهم فكم من أمة بلغت في القوة المادية أعلى الدرجات وتمكنوا من الدنيا تمكنا لم يصل إليه أحد،
لكنهم بدلا من أن يشكروا الله على نعمه كفروا بتلك النعم واغتروا بقوتهم وساروا في طريق الشيطان، فكان جزاؤهم أن أنزل الله بهم بأسه وعذابه.
قال الله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ).
قوم عاد والقوة المادية
لقد ذكر الله لنا نماذج عديدة من الأمم التي أعطاها الله وفرة وترفا من العيش، وصحة في الأبدان وعظمة في البنيان، لكنهم لما كفروا وبغوا صب الله عليهم العذاب.
فوصف الله مدينة قوم عاد بقوله: (إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ) وهذا وصف لمدينتهم بأنها ذات بناء رفيع، كذبوا نبيهم فنجاه الله والمؤمنين معه وأهلكهم بريح صرصر عاتية.
قوم ثمود والقوة المادية
وثمود الذين قطعوا صخر الجبال واتخذوه بيوتا وقيل: إنهم بنوا ألفا وسبعمائة مدينة كلها من الحجارة بوادي القرى.
فرعون وقوته المادية
وفرعون وما أدراك ما فرعون صاحب الجنود الجند الكثير الذي بلغ من فجوره أن كان يدق أربعة أوتاد لمن يعذبهم ثم يشد ضحيته على تلك الأوتاد ويعذبه بما يريد من ضرب أو إحراق.
كل هؤلاء تجاوزا الحد في الطغيان وأكثروا الفساد في الأرض بالكفر بالله، فأنزل الله بهم العذاب.
قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ
وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)