ما حكم تهنئة غير المسلمين بالكريسماس والهالوين؟
وضع الله لنا دستورا حدد فيه العلاقة بين المسلمين وغيرهم، وميز فيه بين من يحاربون المسلمين ومن يسالمونهم.
تهنئة غير المسلمين المسالمين
فأما من يسالمونهم فلهم علينا حق العدل فيهم بأن نعطيهم حقهم، ولهم علينا حق البر بأن نزيدهم على حقهم فضلا وإحسانا، فقال الله:
(لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ).
تهنئة غير المسلمين المحاربين
وأما الذين يحاربوننا ويقاتلوننا فليس لهم حق الموالاة ولا البر بهم، قال الله: (إِنَّمَا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَٰتَلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَأَخۡرَجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ وَظَٰهَرُواْ عَلَىٰٓ إِخۡرَاجِكُمۡ أَن تَوَلَّوۡهُمۡۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ).
هل تهنئة غير المسلمين فيها إقرار بباطلهم
وتلك التهنئة لغير المسلمين ليست إقرارا لهم على دينهم ولا رضا بذلك، وإنما هي من باب القول الحسن الذي أمرنا الله بقوله للناس جميعا بصرف النظر عن دينهم واعتقادهم، قال الله:
(وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا) وقال الله: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ).
ولو كان مجرد التهنئة لغير المسلمين إقرارا لهم على ما يؤمنون به لكان زواج المسلم من غير المسلمة وما يترتب عليه من إعطائها حق العبادة إقرارا آكد على الموافقة.
لكن الإسلام لم يعتبر ذلك إقرارا على الكفر وإنما أباح للمسلم أن يتروج من غير المسلمة دون حرج بشرط أن تكون من العفيفات الطاهرات، وأباح لنا مؤكلة غير المسلمين من اليهود والنصارى، فقال الله:
(ٱلۡيَوۡمَ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَٰتُۖ وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حِلّٞ لَّكُمۡ وَطَعَامُكُمۡ حِلّٞ لَّهُمۡۖ وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ إِذَآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحۡصِنِينَ غَيۡرَ مُسَٰفِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِيٓ أَخۡدَانٖۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلۡإِيمَٰنِ فَقَدۡ حَبِطَ عَمَلُهُۥ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ).
زواج المسلم من اليهودية والمسيحية
فزواج المسلم من اليهودية أو المسيحية يستلزم وجود المودة بين الزوجين ويترتب على هذا الزواج أولاد ويترتب عليه رباط بين أسرتين، ويترتب عليه حقوق للزوجة بأن تعبد ربها على دينها، فهل من البر بتلك الزوجة أن يكون عندها عيد ولا يهنئها زوجها بهذا العيد.
دليل جواز تهنئة غير المسلمين
ويدل لجواز التهنئة لغير المسلمين بأعيادهم أنه يدخل تحت قول الله: (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآۗ) فإذا كان القوم يهنئوننا فلماذا لا نرد عليهم التحية بمثلها أو أحسن منها.
ما يشترط عند تهنئة غير المسلمين
لكن يشترط عند التهنئة ألا تشتمل التهنئة على الرضا أو الإقرار بما يفعله غير المسلم مما يخالف تعاليم الإسلام.
فتاوى دور الإفتاء
أفتت دار الإفتاء المصرية فقالت: “يجوز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم وذلك بألفاظ لا تتعارض مع العقيدة الإسلامية وقالت الفتوى: إن هذا الفعل يندرج تحت باب الإحسان الذي أمرنا الله عز وجل به مع الناس جميعا دون تفريق، مذكرة بقوله تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)، وقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ)”.
وقد أفتت دار الإفتاء الأردنية فقالت: “وهذه التهنئة لهم -غير المسلمين- هي من باب الإحسان في المعاملة، وإظهار سماحة الإسلام وتقبله للآخر، ولا تعني الموافقة في العقائد، وإنما تقرير لقيمة التعايش والتراحم الذي كفله لهم الإسلام”.
للاطلاع على المزيد: