عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من صام رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر)[مسلم]
شرح حديث من صام رمضان ثم أتبعه ستا
من صام رمضان الذي هو فريضة الله على عباده ثم أتبع هذا الشهر بصيام ستة أيام من شهر شوال كان كمن صام العام كله.
ولفظ ستا من شوال. صحيح، ويجوز ستة من شوال، وأهل اللغة يلتزمون ذكر الهاء إذا ذكروا المذكر صريحا مع العدد فيقولة : صمنا ستة أيام. فإذا حذفوا الأيام جاز الوجهان التذكير والتأنيث
لماذا صيام ست من شوال مع رمضان يعادل صيام الدهر؟
كان صيام ستة أيام من شوال بعد صيام شهر رمضان تعادل صيام العام كله؛ لأن الحسنة عند الله بعشر أمثالها، فقد قال الله: (مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَا وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ)، وعليه فصيام شهر رمضان يعادل عشرة أشهر وصيام ستة أيام من شوال يعادل شهرين فيكون المجموع عام كامل.
حكم صيام ستة أيام من شوال
من هذا الحديث يتبين لنا أن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان أي بعد يوم عيد الفطر مستحب، لكن عند الإمام مالك وأبي حنيفة لا يستحب وقال ابن الجوزي في كشف المشكل: يُشبه أَن يكون الحَدِيث مَا بلغهما، أَو مَا صَحَّ عِنْدهمَا.
وذهب بعض العلماء إلى أن المفهوم من كلام الإمام مالك هو وصل الأيام الستة بيوم الفطر فيظن الجهال بذلك أنها بقية من صوم رمضان، وأما إذا باعد بينهما فلا يقع هذا التوهم ولا يكره الصيام.
هل الفرض يتساوى مع النفل في تضعيف الثواب؟
ورد في الحديث القدسي أن أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله هو ما افترضه عليه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه…)البخاري
والجواب على ذلك هو: أنه قد ورد في السنة أن صيام ثلاثة أيام من كل شهر يعدل صيام الدهر، فكان كل يوم يساوي عشرة أيام، فأفاد ذلك أن مساواة الفرض للنفل في الثواب، وقيل غير هذا.
هيئة صيام الأيام الستة من شوال
ويجوز للصائم أن يصوم الأيام الستة متتابعة ومتفرقة من الشهر كله، والمختار عند بعض العلماء صيامها متتابعة في أول الشهر بعد يوم العيد، وليس في الحديث دلالة على تتابع صيام الأيام الست.
للاطلاع على المزيد: