في سورة الناس أمر الله عباده بالتحصن به والالتجاء إليه لأنه هو الحافظ لعباده من كل شر وهو الذي يملك النفع والضر ولا يملك ذلك أحد سواه.
فضل سورة الناس
عن عبد الله بن خبيب قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليصلي لنا فأدركناه فقال: أصليتم؟ فلم أقل شيئا، فقال: قل. فلم أقل شيئا، ثم قال: قل. فلم أقل شيئا، ثم قال: قل. فقلت: ما أقول يا رسول الله؟ قال:
قل: (قل هو الله أحد) والمعوذِّتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شىء.[أبو داود]
وعن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما)[الترمذي]
تفسير سورة الناس
أمر الله في سورة الناس بالاستعاذة به والالتجاء إليه وعبر بلفظ رب الناس مع أنه رب كل المخلوقات؛ لشرف الإنسان على غيره من المخلوقات.
وعبر بلفظ الرب ثم الملك ثم الإله، لأن الأول: يفيد أنه المربي والموجه لعباده، والثاني: يفيد أنه الحاكم المتصرف، والثالث: يفيد أنه المعبود بحق الذي يجب أن نتوجه بالعبادة إليه فلا نتوجه لسواه.
وأمرنا بالاستعاذة بالله من شر الوسواس الذي يوحي بالشر ويحض الإنسان على الإثم وهو خناس يظهر ويختفي يسكن ويتحرك، وهو يجول في الصدور لأن الصدور محل القلوب، والقلوب محل الخواطر والهواجس.
وهذا الموسوس قد يكون من الجن وقد يكون من الإنس، فكل من يحرضك على فعل الشر شيطان سواء كان إنسيا أو جنيا، قال الله: (شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا).
مقصود سورة الناس
الاعتصام بالله والتحصن بقدرته، وبيان أن الشيطان هدفه في الدنيا هو الإنسان ليغريه ويوقعه في المعاصي، وأن الشيطان قد يكون من الجن أو من الإنس.
للاطلاع على المزيد: