تفسير

ما اشتمل عليه الجزء الرابع عشر في سورة الحِجْر والنحل

يقع الجزء الرابع عشر في سورتي الحجر والنحل، وقد اشتمل هذا الجزء على عدد من الموضوعات التي تحدثت عن أمر الوحدانية وقدرة الله المطلقة.

سورة الحجر

عدد آيات سورة الحجر تسع وتسعون آية، وهي سورة مكية، وسميت بهذا الاسم لورود ذكر هذا اللفظ فيها وقد ذكر الله أصحاب الحجر وهم قوم صالح.

ومعنى الحجر هو المكان المحجور ومعناه ممنوع أن يسكنه أحد غيرهم لأنه مخصوص بهم في وقتهم، ويحتمل معناه أن يكون املعنى مأخوذ من الحجارة لأن قوم صالح كانوا ينحتون بيوتهم من أحجار الجبال.

مكانة القرآن الكريم

أشارت سورة الحجر إلى سمو مكانة القرآن وأن الله قد تكفل بحفظ كتابه من التبديل والتحريف، وأن المكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم لا يكذبونه لشكهم في صدقه وأمانته، وإنما يكذبون على سبيل العناد للحق من أجل ذلك بين الله سوء عاقبة الكافرين الذين أعرضوا عن الحق الذي جاءهم من عند الله.

أدلة الوحدانية

ساقت سورة الحجر عددا من الأدلة على وحدانية الله وأنه لا شريك له في الملك، وأدلة على قدرة الله المطلقة التي لا يعجزها شيء في الأرض ولا في السماء، وعلى إنعامه على عباده.

قصص الأنبياء

كما ذكرت سورة الحجر طرفا من قصة آدم عليه السلام وتكليف الله الملائكة بالسجود له وامتناع إبليس عن السجود ومخالفته لأمر الله، وذكرت السورة جانبا من قصة إبراهيم ولوط وشعيب وصالح عليهم السلام أجمعين.

تسلية النبي

ختم الله سورة الحجر بتسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما أصابه من الأذى على يد قومه وأمره الله بالصفح والعفو عنه.

سورة النحل

سورة النحل من السور المكية وعدد آياتها مائة وثمان وعشرون آية، وسميت بهذا الاسم لأن الله تكلم فيها عن النحل فقال: (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً)، وتسمى بسوة النعم لأن الله ذكر فيها ألوانا عديدة من نعم الله على العباد.

يوم القيامة

تحدثت سورة النحل عن يوم القيامة وأنه آت لا ريب فيه، وأن الله وحده هو المستحق للعبادة لأنه الخالق لكل شيء.

أدلة الوحدانية

ساقت سورة النحل الكثير من الأدلة على وحدانية الله عز وجل فأمر العباد بالنظر في خلق السماوات والأرض والإنسان والحيوان والشمس والقمر والنجوم ليصل الإنسان من وراء هذا النظر والتدبر إلى حقيقة الخالق وهو الله.

توبيخ الكافرين

وبخ الله الكافرين على تسويتهم بين من يخلق ومن لا يخلق فحكت السورة جانبا من أقوالهم وردت عليهم لئلا ينخدع بقولهم غيرهم، وقد جمعت السورة بين الترغيب والترهيب وعقدت مقارنات بين المؤمنين والكافرين، وقد هدد الله الجاحدين لنعم الله من المشركين.

ضرب الأمثال

لقد ضرب الله في سورة النحل الأمثال لحال المؤمنين والكافرين ليبين الفرق الشاسع بينهم وبين من يعبد الإله الحق ومن يعبد آلهة باطلة من دون الله.

مواضيع ذات صلة