أمر الله عباده في سورة الإخلاص بتنزيهه عن كل نقص وعدم تشبيهه بشيء مما خلق فإن الله لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء.
سبب نزول سورة الإخلاص
في سبب نزول هذه السورة روي عن أبي بن كعب: أن المشركين قالوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- انسب لنا ربك فأنزل الله: (قل هو الله أحد الله الصمد)[الترمذي].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله:
لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفأ أحد)[البخاري]
فضل سورة الإخلاص
وأما عن فضل السورة فقد روي عن أبي سعيد الخدري: أن رجلا سمع رجلا يقرأ (قل هو الله أحد) يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر له ذلك وكأن الرجل يتقالها،
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- (والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن)[البخاري]،
وذلك لأن القرآن على ثلاثة أقسام: التوحيد، والأحكام الشرعية، والقصص.
وسورة الإخلاص تشتمل على قسم من هذه الأقسام الثلاثة وهو التوحيد فهي ثلث القرآن، وليس معنى ذلك أنها تساوي الثلث على الحقيقة وإنما كما قال بعض العلماء: قراءة السورة لها ثواب قراءة الثلث فقط، وأما قراءة الثلث فلها عشر أمثالها.
تفسير سورة الإخلاص
في سورة الإخلاص يأمر الله فيها عباده بإخلاص الدين لله وحده، فيعلنوا في الناس أن الله واحد في ذاته،
صمد لا يشبهه أحد من خلقه، يقصده كل الناس ليقضي لهم حاجاتهم،
لم يتخذ ولدا، فليس له والد ينسب إليه، فالسورة تنزه الله العلي العظيم عن شبهه بالمخلوقين الذين يوجدون بعد عدم من آباء، ويعيشون وينجبون الولد، ثم تشتعل رؤوسهم شيبا ثم يموتون،
فالإنسان والد ومولود، أما الله فلم يلد ولم يولد، وليس له كفؤ أي مماثل في العمل والقدرة والصفة.
مقصود سورة الإخلاص
توحيد الله تعالى، وتنزيهه عن مشابهة مخلوقاته فكل منهم والد ومولود، وبيان احتياج الخلق إليه وعدم احتياجه لهم، وتنزيه الله عن المماثلة فكل مخلوق له ما يماثله لكن الله ليس له مثيل ولا شبيه.
للاطلاع على المزيد: