هناك عدد من الأطعمة التي أوصى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذلك لعظيم فائدتها لجسم الإنسان. وهناك آداب أوصى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند تناول الطعام نتعرف عليها في هذا المقال.
زيت الزيتون
ندب النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى أكل زيت الزيتون الذي ذكره الله في القرآن لأنه من شجرة مباركة، فهو حار رطب يسخن باعتدال، وينفع من السموم، ويطلق البطن، ويخرج الدود،
وفوائده كثيرة فأمر بالتبرك به أكلا ودهنا للبدن والشعر، وذلك لأن الله وصفها بالبركة، وقيل: لأنَّها تنبت في الأرض التي بارك الله فيها للعالمين.
عَنْ أَبِي أَسِيدٍ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: (كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ)[الترمذي]
معنى الدباء
كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يعجبه الدباء وهو القرع اليابس.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دخلت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- على غلام له خياط، فقدم إليه قصعة فيها ثريد، قال: وأقبل على عمله، قال: (فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يتتبع الدباء) قال: فجعلت أتتبعه فأضعه بين يديه قال: فما زلت بعد أحب الدباء.[البخاري]
الحلواء والعسل
كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يحب الحلواء وهي التي تطبخ حتى تنعقد، ويحب العسل.
عَنْ عَائِشَةَ –رضي الله عنها- قَالَتْ: (كَانَ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يحب الحلواء والعسل)[البخاري]
أكل الشواء وذراع الشاة
كان صلى الله عليه وسلم يأكل الشواء وهو ما نضج وحٌمِّر بالحجارة المحماه، فيوضع الشواء عليها حتى ينضج.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارث قال: (أَكَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- شواء في المسجد)[أحمد]
وكان صلى الله عليه وسلم يحب من الشاة ذراعها، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -–ضي الله عنه- قَالَ: (أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أتي بِلَحْمٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وكانت تعجبه فنهش منها نهشة)[البخاري]
آداب الطعام
من الآداب التي كان رسول الله يفعلها التسمية على الطعام، فمن نسي التسمية على الطعام في أوله وتذكر بعد ذلك فليقل بسم الله أوله وآخره.
عَنْ عَائِشَةَ –رضي الله عنها- قَالَتْ: قَالَ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: (إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى، فَإِنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى فِي أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ)[أبو داود]
وينبغي على من جلس على الطعام أن يسم الله وأن يأكل بيمينه وأن يأكل من أمامه، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- وَعِنْدَهُ طَعَامٌ فَقَالَ: (ادْنُ يَا بُنَيَّ فَسَمِّ اللَّهَ تَعَالَى وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ)[الترمذي]
وإذا فرغ الإنسان من طعامه ينبغي عليه أن يحمده الله تعالى على نعمه، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ -–ضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِذَا رُفِعَتِ الْمَائِدَةُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ يَقُولُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ غَيْرَ مُودَعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا)[أبو داود]
كان رسول الله يتداوى ويأمر بالدواء
ثبت أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تداوى بالحجامة وهي طريقة علاج يتمّ فيها وضع كئوس زجاجيَّة مفرغة من الهواء على الجلد لسحب الدَّم الفاسد إلى السطح.
وأمر بالتداوي بالقسط البحري وهو عود هندي وعربي ومن منافعه أنه ينسف البلغم ويقطع الزكام، وإذا شُرِب نفع الكبد والمعدة.
عن أنس -رضي الله عنه- أنه سئل عن أجر الحجام فقال: احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حجمه أبو طيبة، وأعطاه صاعين من طعام، وكلم مواليه فخففوا عنه، وقال:
(إن أمثل ما تداويتم به الحجامة، والقسط البحري) وقال: (لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة، وعليكم بالقسط)[البخاري]. العذرة هو وجع في الحلق تفجره أم الصبي بأصبعها فنهى عن ذلك وأمر أن يعالج.