معاملة النبي للخدم وأصحابه والقريب والبعيد

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حسن الخلق، ولين الطباع في معاملته للناس جميعا لا فرق بين خادم ولا سيد، وكان حييا لا يتسبب في جلب الحرج لأحد من الناس.

معاملة النبي للخدم

كان من خلق النبي –صلى الله عليه وسلم- ألا يعترض على خادمه فيما يتعلق بالخدمة والآداب، وهذا من كرم خلقه وصبره وحسن عشيرته، أما ما يتعلق بالتكاليف الشرعية فلا يترك الاعتراض عليه.

عن أنس -رضي الله عنه- قال: (خدمت النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما قال لي: أف، ولا: لم صنعت؟ ولا: ألا صنعت)[البخاري]

حسن خلقه صلى الله عليه وسلم

حسن الخلق من صفات الأنبياء والمرسلين وخيار المؤمنين الذين تأدبوا بأدب الأنبياء، فكان من خلق رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه كان أبعد الناس عن الفحش والتفحش، فلم يكن بالذي يأتي شيئا نهى عنه، وإنما كان من أكمل الناس خلقا.

سئلت عائشة –رضي الله عنها- عن خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: (لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح)[الترمذي]

لين النبي مع من حوله

ما كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ينتقم لنفسه في أمر دنيوي يتعلق بالمال، وهذه صفة ينبغي على المرء والعلماء أن يتحلوا بها فيتجنبوا الانتقام لأنفسهم؛ لذلك أجمع العلماء على القاضي لا يقضي لنفسه، ولا يجوز له أن يقضي لمن لا تجوز شهادتهم له من بنيه وآبائه.

عَنْ عَائِشَةَ  -رضي الله عنها- قَالَتْ: (مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-)[مسلم].

كان رسول الله يبين للناس ما يجب بيانه

المؤلفة قلوبهم كانوا على ضربين: منافق لا خير فيه، ومنافق مخلخل الإيمان، فكان رسول الله يتألف مخلخل الإيمان، وأما الذي لا خير فيه فكان يظهر حقيقته للناس؛ لأن الواجب على النبي –صلى الله عليه وسلم- هو بيان حال هؤلاء وتعريفهم للناس من باب النصيحة والشفقة على الناس؛ ليسلموا من شرورهم ومكرهم.

فقد كان هناك رجل يدعى عيينة بن حصن وكان رئيسا في قومه، هو الذي قال فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (بئس أخو العشيرة) فلما أقبل بش له، وذُكِر أنه ارتد بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم راجع الإسلام.

عن عائشة –رضي الله عنها- أن رجلا استأذن على النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما رآه قال: (بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة) فلما جلس تطلق النبي -صلى الله عليه وسلم- في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت له عائشة: يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا عائشة، متى عهدتني فحاشا، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره)[البخاري]

وهذا الحديث أصل فى جواز اغتياب أهل الفساد، فقد قال فيه صلى الله عليه وسلم ما قال لما قد صح عنده من شره.

حياء رسول الله

كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لا يبدى الكراهة بالكلام، ولا يؤاخذ أحدًا بما يكره، وإن تغير لذلك وعرف فى وجهه، فالحياء من الأخلاق المحمودة، ومن خصال الإيمان، ما لم يخرج إلى الضعف والمهانة.

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أشد حياء من العذراء في خدرها)[البخاري]

Exit mobile version