ضحك النبي ومزاحه وصفة نومه وعبادته
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كغيرة من البشر من الناحية البشرية يضحك ويمازح أصحابه.
رسول الله بشر
كان رسول الله يفرح كما يفرح الناس، ويتألم كما يتألمون، فيبتسم أحيانا ويضحك أحيانا، ويمازح أصحابه أحيانا لكن لا يقول إلا حقا.
صفة ضحك النبي
كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كثير التبسم وكان أحيانا يضحك حتى تبدوا نواجذه.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه- أنه قال: (مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-)[الترمذي]
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه- قَالَ:( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: “إِنِّي لَأَعْرفُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْهَا زَحْفًا فَيُقَالُ لَهُ: “انْطَلِقْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ”، قَالَ: فَيَذْهَبُ لِيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَيَجِدُ النَّاسَ قَدْ أَخَذُوا الْمَنَازِلَ فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ:
“يَا رَبِّ قَدْ أَخَذَ النَّاسُ الْمَنَازِلَ” فَيُقَالُ لَهُ: “أَتَذْكُرُ الزَّمَانَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ؟” فَيَقُولُ: “نَعَمْ” قَالَ: “فَيُقَالُ لَهُ: “تَمَنَّ”، قَالَ: فَيَتَمَنَّى. فَيُقَالُ لَهُ:
“فَإِنَّ لَكَ الَّذِي تَمَنَّيْتَ وَعَشَرَةَ أَضْعَافِ الدُّنْيَا”، قال: فيقول: “أتسخر بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى }اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ)[مسلم]
مزاح النبي
كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يمازح أصحابه لكن لا يقول إلا حقا.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا. قَالَ: (إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَا حقا)[الترمذي]
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه-: أَنَّ رَجُلًا اسْتَحْمَلَ رَسُولَ الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-. فَقَالَ: (إِنِّي حَامِلُكَ عَلَى وَلَدِ نَاقَةٍ) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ؟ فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: (وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلَ إِلَا النوق؟)[الترمذي]
وعن الحسن قال: أَتَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ. فَقَالَ: (يَا أُمَّ فُلَانٍ إِنَّ الْجَنَّةَ لَا تَدْخُلُهَا عَجُوزٌ) قَالَ: فَوَلَّتْ تَبْكِي. فَقَالَ: (أَخْبِرُوهَا أَنَّهَا لَا تَدْخُلُهَا وَهِيَ عَجُوزٌ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أبكارا عربا أترابا)[الشمائل للترمذي]
صفة نوم النبي وما يقوله من الدعاء
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه- قال: كان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يتوسد يمينه عند المنام ثم يقول: (رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عبادك)[الترمذي]
وعَنْ حُذَيْفَةَ بن اليمان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه- قَالَ: كَانَ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِذَا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده، ثم يقول: (اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا)
وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانًا بعد ما أماتنا وإليه النشور)[البخاري]
وعَنْ عَائِشَةَ –رضي الله عنها- قَالَتْ: (كَانَ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ فَنَفَثَ فِيهِمَا وَقَرَأَ فِيهِمَا
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا رَأْسَهُ وَوَجْهَهُ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَصْنَعُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مرات)[أحمد]
عبادة النبي صلى الله عليه وسلم
بالرغم من أن الله رفع قدر نبيه وغفر له ما تقدم وما تأخر من ذنبه إلا أنه كان أكثر الناس عبادة لربه.
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه- قَالَ: قام النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى تورمت قدماه، فقيل له: غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قَالَ: (أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شكورا)[البخاري]