كيف أتوكل على الله؟ وما معنى التوكل؟
التوكل على الله ليس معناه عدم الأخذ بالأسباب وإلا لما رأينا أنبياء الله ورسله الذين هم أقرب الناس إلى الله أخذوا بشيء من أسباب هذه الدنيا، وإنما اجتهدوا في الأخذ بأسباب هذه الحياة.
العمل والأخذ بالأسباب
فالتوكل على الله هو الأخذ بالأسباب مع عدم الاعتقاد أن الأسباب هي الفاعلة والمؤثرة بل الفاعل والمؤثر هو الله، فالثقة بالله لا تنافي العمل على الأسباب؛ لأن التوكل يخص القلب، والتعرض للأسباب أفعال تخص البدن فلا تناقض.
قال الله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا).
وقد أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجل الذي جاء يسأله عن ناقته أيتركها ويتوكل على الله في أن يحفظها له، أم يقوم بعقلها وربطها ويتوكل الله، فعلمه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن يقوم بربطها ويتوكل ليرشدة إلى أن التوكل لا يتم إلا بالأخذ بالأسباب التي جعلها الله موصلة إلى مسبباتها
أما تارك الأسباب لا يسمى متوكلا وإنما يسمى متكلا عاجزا ومفرطا، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رجل: يا رسول الله أعقلها وأتوكل، أو أطلقها وأتوكل؟ قال: (اعقلها وتوكل)[الترمذي].
من قصص التوكل
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما كان هو وأصحابه بحمراء الأسد بعد غزوة أحد وكانوا منهكين من الحرب مع المشركين في غزوة أحد وكانت لا تزال جراحهم بهم، وأثر الدم عليهم، مر بهم ركب من المشركين فأخبروهم أن أبا سفيان جمع لهم الناس ليقاتلهم فلم يزدهم هذا إلا توكلا على الله وإيمانا به.
قال الله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).
التوكل على الله علامة على الإيمان فهو أمر لا يفعله إلا المؤمنون، قال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) وقال الله: (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
معنى التوكل
أن يبذل الجسد كل ما يقدر عليه من الأسباب والقلب مطمئن؛ لأنه يدرك أنه لن يحصل إلا على ما قدره الله له.