رفع الله منزلة العاملين بالقرآن، العارفين به، المتدبرين لمعانيه، المتخلقين بأخلاقه، القارئين له، فهم أولى الناس بإكرام الله لهم، فهم حملة الوحي بعد الأنبياء.
أهل الله وخاصته
بين لنا رسول الله أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن لله أهلين من الناس) قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: (هم أهل القرآن أهل الله وخاصته)[أخرجه ابن ماجه في سننه].
أفضل ما يتعلمه المرء ويعلمه
جعل النبي –صلى الله عليه وسلم- أن خير ما يتعلمه المرء ويعلمه لغيره القرآن.
فعن عثمان -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)[أخرجه البخاري في صحيحه].
فضل إجادة تلاوة القرآن
إن الذين يحفطون القرآن ويجيدون تلاوته يكونون في الآخرة رفقاء للملائكة لاتصافهم بصفتهم من حمل كتاب الله، وأما الذي يجد مشقة في تلاوة القرآن يأخذ أجرا على القراءة وأجرا على المشقة التي يجدها في تلاوته.
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:(مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران)[أخرجه البخاري في صحيحه].
تعظيم الله لحامل القرآن
إن إكرام قارئ القرآن إنما يكون للذي لا يتجاوز الحد في العمل به من تعظيم الله وتبجيله، أما التارك له، البعيد عن تلاوته والعمل بما فيه فليس أهلا لهذا الإكرام.
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)[أخرجه أبو داود في سننه].
القرآن يرفع أهله في الدنيا والآخرة
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول لقتلى أحد: (أي هؤلاء أكثر أخذا للقرآن) فإذا أشير له إلى رجل قدمه في اللحد قبل صاحبه.[أخرجه البخاري في صحيحه].
وكما أن القرآن يرفع أهله في الدنيا كذلك يرفعهم في الآخرة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها)[أخرجه أبو داود في سننه]